فهد بن جليد
لدي شعور أن شروط (سيدة الأعمال السعودية) التي تبحث عن سكرتير تنطبق علي أنا (العبد الفقير لله)، فعلى ذمة مجلة (نيوزيك) فإن السيدة التي تعيش في واشنطن، نشرت إعلاناً تبحث فيه عن (سكرتير) براتب سنوي يتجاوز (النصف مليون ريال) طبعاً من غير الإكراميات و(اللازم منه)!
أبرز الشروط في الإعلان الحصول على شهادة جامعية، وخبرة سنتين (حولين كاملين) كمساعد شخصي أو تنفيذي (ذكرتني بشروط السعودة سابقاً)، و(الله الله) عالجد، والجد (الله الله) عليه، لا بد أن يكون السكرتير (سواءً كان رجلاً أو امرأة) مُتماشياً مع موضات الأزياء، يعني لازم يكون (كشخه) و(لبِّيس) أعوذ بالله منك يا (إبليس)، على طريقة (شغَّالتنا أزين من شغَّالتكم)!
أمَّا أهم شرط فهو أن يكون (مُلمَّاً) بأرقى مطاعم العاصمة الأمريكية وهذه لعبتي الله وكيلكم، لو تشتهي (كوارع وتقاطيع) في واشنطن دي سي مقدور عليها، وآخر شرط أن يُجيد إخفاء (هويتها) في المطاعم التي سيرتادانها، لا جديد أصلاً هذه ثقافة مزروعة فينا متعودين على (لحد يدري إنّا جينا فيذآ)، فكونا من شر (الشرهات والمناقيد)، الله يكفينا شر (عيون المشافيح)، إذا دروا من أنا؟ حسبولي (الطاق بالمطقوق) يا دافع البلا!
لدي اقتراح لوزارة العمل والتنمية الاجتماعية، طالما أن رجال الأعمال السعوديين (المُقيمين في الخارج) يدفعون مثل هذه المرتبات العالية (للسكرتير أو المساعد الشخصي)، فإنني أقترح ضمهم لنظام (نطاقات) لتوطين الوظائف، أو أي نظام شبيه يضمن على الأقل أنهم (يوظّفون عيالنا)، حتى لو فكرنا بفرض ضرائب أو رسوم على استثماراتهم خارج المملكة؟!
لمَ لا نستفيد من تجربة المُستثمرين الأجانب والعرب؟ الذين يستعينون بأبناء جلدتهم، ينفعونهم، ويدعمونهم في كل البلدان؟ بينما بعض مُستثمرينا في الخارج يسعون (للانسلاخ) من كل شيء ينتمي لوطنهم؟!
وعلى دروب الخير نلتقي.