«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
عدت للتو من مشوار خارج مكتبي. لمراجعة إحدى الإدارات الحكومية.. ورغم مكيف سيارتي البارد فكانت حرارة الطقس تقتحم داخل السيارة. إلا أنني كنت أحمل معي زجاجة ماء بارد ومن الحجم المتوسط.. والماء البارد في الصيف لا مثيل ولا بديل له مهما شربت من مشروبات أو عصائر مختلفة. تذكرت مقولة الدكتور مصطفى محمود: «ليس أحلى من طعم الماء في فم العطشان إنه أحلى من العسل والخمر وأحلى من القبلة وأغلى من مليون جنيه. «أ-هـ وبات من الملاحظ هذه الأيام أن تشاهد البعض وهو يسير وفي يده زجاجة ماء بل إن الطلب على الماء في السنوات الأخيرة ازداد بصورة مدهشة.. بل إن الإقبال على شراء المياه المعبأة في الزجاجات البلاستيكية أصبح ظاهرة معاشة والمصانع التي تقوم بعملية التكرير والتقطير انتشرت في مختلف المناطق والمحافظات وهذا يؤكد للجميع نجاح صناعة وتجارة المياه. وسألت «الجزيرة» صاحب أحد المراكز التموينية الشهيرة في الأحساء الذي ازدحم مدخل مركزه بمئات «كراتين» المياه عن سبب ذلك فقال باسما: صدقني يا أستاذ نبيع يوميا عشرات الكراتين وعلى الأخص ذات الحجم الصغير. وأضاف لقد تضاعف مبيعاتنا في الصيف عشرات المرات.. وكما ترى الجو الحار وارتفاع درجة الحرارة وراء ذلك! والماء هذا السائل الساحر. فلا حياة بدونه. فهو قبل ذلك مصدر الغذاء والحياة كونه الذي يمدنا بالحيوية والطاقة والعنفوان وحتى الصحة ومن دون الماء لا حياة ولا تفيدك مختلف المغذيات أو السوائل الأخرى. وكما يقول العلماء فإن 83 في المائة من دمك و75 في المائة من عظامك مؤلفة من الماء كل خلية في جسمك تحتاج إلى الماء لتؤدي عملها بهمة ونشاط عبر الدم والأنسجة الليمفاوية يحمل الماء المواد الغذائية إلى الخلايا وينظفها من المبتذلات الماء ضروري لعملية الهضم وأجهزة التبريد البدني وباختصار الماء حيوي لبقائنا إلى درجة عظيمة حتى إن الإنسان لا يستطيع متابعة الحياة إن حرم 3 أيام من الماء..! ونوع الماء الذي نشربه يؤثر في صحتنا وحميتنا كما يؤثر في مقدار تعرضنا لأمراض والتهابات معينة مثال ذلك بينت البحوث العلمية أن الأشخاص الذين يقيمون في مناطق ماؤها ثقيل يقل الخطر من إصابتهم بأمراض القلب عن أولئك المقيمين في مناطق يخلو ماؤها من المعادن فمن أصالة الرأي أن تعوض عن النقص بملحقات معدنية وهذا ما تفعله العديد من دول العالم. والماء سبب وراء جمال وشباب البعض من الناس فهو يكسبهم المزيد منلنضارة. والعكس صحيح. فالذين لا يشربون الماء بصورة مثالية يفتقدون لهذه الميزة من النضارة والجمال!
وبالمناسبة ومع ارتفاع درجة الحرارة تراجع منسوب المياه في العديد من عيون مياه المزارع في الأحساء.. الأمر الذي جعلهم يركضون وراءه عبر مضاعفة أنابيب المضخات والغطاسات. كما قالت لـ«الجزيرة» السيدة أم فيصل التي بعثت بعدة صور عبر الواتساب عما تعانيه مزرعتها للماء والحاجة لتركيب أنابيب إضافية للوصول إلى مستوى منسوب المياه الذي انخفض كثيرا. وحتى لا تموت (نخيلات) مزرعتها فهي تستأجر «وايتات» ماء كل يومين. والمشكلة أن عملية إخراج الغطاس والأنابيب ستكلفها مالا كثيرا.. كان الله في عونها وعون المئات من المزارعين في الأحساء وغير الأحساء.. فالماء حياة لمزارعهم وبساتينهم..! وماذا بعد الماء مفيد صحيا ومقو بدنيا. فهو وكما أشارت إليه الآية الكريمة {وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ}.