د.عبدالملك المالكي
تنتهي يوم غد الأحد 21 أغسطس 2016م «حفلة» دورة الألعاب الأولمبية الصيفية الحادية والثلاثين «ريو 2016» .. تنتهي الحفلة دون أن يكون لنا من كعكة تلك «الحفلة» التي ضمّت 12500 رياضي ورياضية من 205 دول في 306 مسابقة و 28 لعبة أيُّ نصيب .. بل ودون أن يكون لنا فيها أيضاً دون النصيب .. مجرد «الحضور المشرف» الذي كُنا نُجمل به مشاركتنا التي أثرت العودة .. هذه المرة بخفي حُنَيِن .!
* فمنذ أن حصلت اللجنة الأولمبية العربية السعودية على العضوية الدولية للجنة الأولمبية الدولية في العام 1965م، وبدأت بأول مشاركة للمملكة في عام 1972م في دورة الألعاب الأولمبية الـ20 بمدينة ميونخ الألمانية ؛ منذ ذلك التاريخ وحصيلتنا من (ذهب الأولمبياد: صفر مُكعّب) .. ومن الفضة ميدالية واحدة فقط حققها العداء السعودي هادي صوعان في سباق الـ 400 حواجز بسدني عام 2000 م .. أي قبل ستة عشر عاماً .. وبرنزيتان أهداهما اتحاد الفروسية 2000م و 2012م .. الاتحاد الوحيد الذي «كنا» نعوّل عليه خيراً .. !
* تاريخياً وجب التنويه إلى أنه في «ست» مشاركات سعودية أولمبية «أولى» لم يتحقق فيها أي إنجاز يذكر عدا « شرف المشاركة» ثم تلى ذلك خمس «مشاركات» أولمبية كان أكبر إنجاز لنا فيه كما أسلفت فضية «صوعان» .. وبرنزيتان لاتحاد الفروسية .. ثلاث ميداليات فقط في مسيرة 44 عاماً ستكمل 48 عاماً في الدورة القادمة .. ونصيبنا الحقيقي 3 ميداليات .. وتحققت أغلاها «اليتيمة الفضية».. قبل ستة عشر عاماً .. !
* أعتقد جازماً «لو» تسنّى الحساب العسير « للجنة الأولمبية السعودية «لكل مسؤول باللجنة، وتسنّى قبله معاقبة الاتحادات التي اعتاد أعضاؤها» السفر للفرجة « كل أربعة أعوام تحت بند» المشاركة، «وتسنّى لنا «تجنيس» المواهب الصغيرة سنياً ممن يُرى بموهبته ما يُحقق لنا بادرة « إنجاز» .. لما كان حالنا أولمبياً «فاشل بامتياز»..!
* قلت «لو» تسنّى لنا أمر المحاسبة «ليقيني أن» «لو» التي تفتح عمل الشيطان - عياذاً بالله منه - وبسم الله على لجنتا الموقرة من شره - (لو) التي يُعطل ما بعدها العمل الأولمبي الجاد لدينا .. فيما يتكرر المشهد المحزن سنوياً دون حساب أو عقاب .. أو حتى مجرد .. عتاب .!
* دول عديدة أصغر منا إرثاً وجغرافياً وتاريخاً ؛ بل منها ما لن تستطيع تحديد موقعه على جغرافيا الأرض ما لم تستعن بالعم « جوجل»، ودول أخرى عربية «مقسمة وأخرى مشتعلة الحروب»، وأخرى الله العالم بحال حكوماتها فقراً وقلة حيلة .. حققت وتحقق المنجز الأولمبي بشكل دائم ونحن مازالت أحلامنا الأولمبية تغط في سباتها العميق.!
* بل دول خليجية تحقق الميداليات وبشكل مستمر تقريباً، ونحن في بلد يُعد «قارة» في حقيقة اتساع رقعته وتعدُّد مواهب أبنائه، وقوة الدعم المادي السخي من الدولة - حفظها الله -، وحظنا فقط من ميداليات الأولمبياد « درجة» ممثلينا على أرض البلد المستضيف..!
* فيما نتابع نحن من خلف الشاشات وبحسرة كل أربعة أعوام دون أن يكترث أحد .. أو نسمع بقرار «حل اللجنة» على أقل تقدير إذا نجت من المساءلة.. ليرحم حالنا مُنقذ من اتحادات الفشل الأولمبية التي أضحت بقضِّها وقضيضها تتفرج على منجزات الغير .. بل إن أضحت ما تحمله الشاشات الناقلة للحدث بالنسبة لواقعها كمسلسل «مكسيكي» لا نهاية له، وليس لنا من بُد من متابعة أبطاله وليس لممثلينا دور فيه حتى ولو كان دور .. مساعدي الكومبارس .!
* أدرك حد اليقين أن «صناعة البطل الأولمبي» مهمة لست يسيره أبداً ؛ ولكنها ، ليست مستحيلة .. بل إنها في حقيقة الأمر عمل «شاق» يتطلب عملاً «احترافياً» جاداً جداً وليس «هواية .. نهايتها فُرجة» ..!
* قُلنا منذ زمن وها نحن نكرر .. نريد لجنة أولمبية سعودية حقيقية «محترفة» من ساسها لرأسها .. لجنة يقوم عليها رياضي محترف ويعمل معه فريق عمل متخصص .. فلا ينقصنا الدعم المادي ولا ينقصنا «العقول» الجبارة التي تتخذ من العلم والعمل أساس للتخطيط السليم ولا ينقص اتحاداتنا الأولمبية «المواهب» ولا تنقصنا المنشآت أبداً .. ينقصنا «فكر .. وعزم وحزم» نبدأ به يقول عنوانه «الباب يفوِّت جمل» لكل من يتخذ من اللجنة انتساباً وجاهياً وعملاً روتينياً صَرفاً وعضوية « بهرجة على فشوش» ..!
* و ليحل مكانهم - كما أسلفت - عقول متخصصة منتجة تضع نصب أعينها بعد - مخافة الله - نتاجاً أولمبياً سعودياً «احترافياً» .. بديلاً للعمل «المخزي» الذي بات خراجه الفعلي مهما جمّلته ميداليات لم تتجاوز أصابع اليد الواحدة وحتى نقترب من «نصف قرن» دون منجز أولمبي حقيقي يخلصنا من لعنة «المشاركة» منجز يعكس الجانب التنموي والحضاري السعودي الذي بات العالم يشهد به في شتى المجالات.. فيما يغيب قسراً نتاجه رياضياً سواء كرة قدم أو اتحادات أولمبية.. ليس لها حتى من اسمها نصيب.!
الزويهري .. «سنة حلوة يا جميل».!
يوم السادس عشر من أغسطس الجاري.. أكمل الذهبي الشامخ «مساعد بن هليل الزويهري».. عاماً كاملاً في رئاسته لمجلس إدارة النادي الأهلي.. عاما يومه بشهر وشهرته بسنة في عدد السنين «حصاداً و إنجازاً» .. نبارك لأبي هليل كل إنجازات الأهلي «الكيان» ونقول كما قال، ربي يحفظ لنا رمز رموز الكرة السعودية «خالد بن عبد الله» الذي كان ومازال وبإذن الله يبقى الداعم الأول لكل الإدارة الأهلاوية، التي نشكرها جميعها منذ التأسيس وحتى عهد أبي هليل الذي نقول له.. سنة حلوة يا جميل.. والقادم بإذن الله تعالى.. أجمل..!