فهد بن أحمد الصالح
كل الجماهير الرياضية والمهتمين بالمشهد الرياضي، تابعوا في الأسبوع الماضي مباراة السوبر التي أقيمت بين فريقي الهلال والأهلي في العاصمة البريطانية، توّجها الأهلي بالفوز بالضربات الترجيحية , وكان الحضور الجماهيري لا يتواكب مع أهداف المباراة التي سوّقها الاتحاد السعودي والراعي الإعلامي، وفي نظري أنّ مباراة السوبر الماضية بين الهلال والنصر كانت أفضل في الحضور الجماهيري والتفاعل الإعلامي والرصد الأخباري , ولست هنا في مجال تقييم المباراة من الناحية الفنية لأنني غير متخصص وقد قيل ( من تكلم في غير فنه أتى بالعجائب )، ولكن من باب تقييم تجربة مباراة السوبر وقصرها على هذا المكان سنوياً , وقد قيل في العام الماضي إن صافي إيراداتها 12 مليون ريال فقط , وهل سنراها في النسخ القادمة في الدول الإسلامية والعربية، أم ستبقى وهجاً إعلامياً ننتظره لنتحدث عنه كإنجاز للاتحاد السعودي .
إن أمر ذلك سيكون للاتحاد وبموافقة الهيئة الرياضية لا شك , وفي عودة للعنوان واعوجاج النخيل، حيث حمدنا للاتحاد السعودي لكرة القدم توجيه الدعوة لرؤساء الاتحادات الخليجية والعربية لحضور المباراة، وهو دأب هذا البلد الكريم في دعوته للأشقاء العرب في كل مناسباته، التي لا يرى أن فرحته تكتمل بالإنجاز إلا إذا شاركه إخوانه وجيرانه تلك الفرحة , ولن نعترض على ذلك بل نؤكد عليه ونشُد على أيدي المسؤولين الاستمرار فيه وتعزيزه في كل المناسبات ,, ولكن أليس الأقربون أولى بالمعروف من رؤساء الاتحادات للألعاب المختلفة ورؤساء الأندية وبعض الرموز الرياضية من إداريين ولاعبين وإعلاميين، ودعوتهم التي لن تكلف الراعي أو الاتحاد كثيراً , وهذه الدعوة اعتراف من الاتحاد بما قدمه هؤلاء المتطوعون للرياضة، وتقديراً لأشخاصهم وشكراً لمجهوداتهم وتشجيعاً لغيرهم في العطاء، ولكن زامر الحي كالعادة لا يُطرب .
وسأعود إلى مقال كتبته هنا في شهر أكتوبر من عام 2015 م بعنوان ( الحافز المعنوي وتأثيره على المسيرة الرياضية ) وبمعيته 11 حافزاً معنوياً مؤثراً للمسيرة الرياضية، ومنها دعوة رؤساء الأندية لمثل هذا المناسبة وبالمختصر هي :-
- توجيه دعوات رسمية لرؤساء وأعضاء مجالس الأندية لحضور المباريات النهائية المحلية والتشرف بالسلام على راعي الحفل .
- توجيه الدعوات لحضور بعض المباريات التي تقام في استاد الملك فهد الدولي بالرياض أو مدينة الملك عبد الله الرياضية بجدة .
- الدعوة لحضور بعض المباريات الدولية وزيارة الأندية العالمية والاستفادة فنياً، ومحاولة نقل بعض التجارب والمشاهدات لأنديتنا .
- دعوة مدربي الأندية الوطنيين لحضور المباريات الدولية للاستفادة المهنية وتشجيعهم والاهتمام بهم مع مطالبتهم بتقارير مرئيات .
- إطلاق جوائز تقديرية لأفضل رئيس نادٍ وأفضل مشرف لعبة وأفضل مدرب وطني، وغيرها من الجوائز التي تدفع التنافسية .
- الدعوة لإقامة ديوانية رياضية يُدعى لها المهتمون، ويقدم فيها رؤساء المجالس أوراق عمل أو أفكاراً إبداعية قد اتضحت نتائجها .
- تبنِّي الرئاسة لمشروع ( الإدارة الرياضية ) ويتم فيه تهيئة أعضاء مجالس الإدارة ونقل التجارب العالمية في إدارة الأندية لهم .
- استفادة الهيئة مع خبرات رؤساء مجالس الأندية في إعداد خططها الاستراتيجية أو التنفيذية وكذلك برامجها وفعالياتها الشبابية .
- دعوة محاضرين رياضيين عالميين من أصحاب البصمات المؤثرة، ويحضرها أعضاء المجالس بدعوة من الهيئة العامة للرياضة .
- إقامة لقاء شهري مع سمو الرئيس وتستضيفه أندية الدرجتين الممتازة والأولى لمناقشة أوضاع الأندية واحتياجاتها وتتابع نتائجه .
- دعوة رؤساء الأندية للدرجتين لمرافقة سمو رئيس الهيئة في مشاركته الرسمية الدولية لتأثير ذلك معنوياً ودفعاً لمزيد من العطاء .
والسؤال هنا ؟ ,, كيف سيحقق الاتحاد السعودي في ظل هذا التجاهل منه والاتحادات الأخرى وربما الهيئة الرياضية، أحد أهم محاور رؤية الوطن 2030 لزيادة أعداد المتطوعين من 11 ألف متطوع إلى مليون متطوع والرياضة إحدى محاضن التطوع , خاصة ونحن نعلم حاجة الشباب لذلك، ونسبتهم المرتفعة في التعداد السكاني التي تتجاوز 60% من السكان وهي نسبة متحفظة, وبالتالي شغف الشباب لمن يتطوع لخدمتهم ورعايتهم وتوجيههم وتربيتهم، والإشراف المباشر على اهتماماتهم الرياضية , كذلك فالرياضة تربية في الأساس قبل أن تكون منافسة، وهذا يلزم له تهيئة الظروف كاملة للمتطوعين من أجل القيام برسالتهم التي تطوعوا لها دون مقابل , كذلك كيف ستبني الهيئة في رؤيتها تحقيق المحور الآخر الذي يركز على زيادة الممارسين للرياضة، إذا كانت ستتجاهل القائمين عليها والمتطوعين لها، ولا نغفل المبادرات الـ 22 التي أقرتها الهيئة العامة للرياضة لبرنامج التحول الوطني 2020، ولعل تقدير المتطوعين أحد أولويات الهيئة مع مستقبلها الجديد بالكامل .
ختاماً ,, دعوا الأولوية في الفرحة والتكريم والتقدير والرعاية لمن لهم التأثير على مسيرتنا الرياضية والضامنون لتقدمها، فهم الأولى بالدعوة لكل المناسبات، وتحفيزهم سيولد حباً مختلفاً وولاءً متنامياً وجهداً لا يعرف الكلل وعطاءً لا يدخله الملل .