«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
بالأمس تناقلت بعض المواقع الإعلامية والتواصل الاجتماعي حادثة مؤسفة تمثلت في قيام زوجة من جنسية عربية بالرياض بمعاقبة زوجها السعودي بعدما تمكنت من قيادة سيارته الخاصة والتوجه بها إلى منزله الجديد والاصطدام به لعلمها بأنه تزوج عليها.. وكما جاء في تفاصيل خبر الحادثة المتداولة التي انتشرت عبر قروبات الواتساب انتشار النار في الهشيم..! أن الزوجه «الغيور» ما إن علمت بخبر الزوجة الثانية حتى بدأت تفكر في الانتقام من زوجها ولم تتردد فأمرت السائق بالتوجه بها إلى منزل زوجها الجديد وعند الوصول إليه طلبت من السائق النزول من السيارة وعندما رفض ضربته وأنزلته بالقوة ومن ثم تولت هي قيادة السيارة.
هذه الزوجه الغيور، وصلت حالتها إلى مستوى خطير وباتت في حالة هستيرية. وغيرة الزوجات ظاهرة قديمة قدم الحياة نفسها، وجميع الأزواج يشكون من غيرة زوجاتهم المفرطة والخطيرة. فما أن تلاحظ الزوجة تغييراً على سلوك زوجها إلا وراحت تسأله وتستفسر منه عن الأسباب والبواعث على هذا التغيير.. وقد تصل الغيرة المبالغ فيها إلى درجة حادة وحارة مثل حرارة هذه الأيام الصيفية.. فتتوتر العلاقة بين بعض الأزواج نتيجة لغيرة غير محمودة ومقبولة في ظل زواج سعيد وأبناء.. وكثير ما تنقل لنا وسائل الإعلام ومن مختلف دول العالم حكايات وأخباراً عن غيرة بعض الزوجات وبالتالي إفراطهن في غيرتهن التي باتت غيرة مريضة وحتى قاتلة. ولنذكر هنا بعض حالات من الغيرة القاتلة التي سجلها الإعلام.. ففي لبنان حدث في عام 2013م لم يدرك الزوج المغدور عند ما عقد قرانه على زوجته أن الغيرة التي تمكنت منها ستتحوّل مرضاً قاتلاً ويحرمه رؤية بناته يتقدمن في الحياة. إنها الغيرة التي تحوّلت هوساً فباتت الزوجة تشك بكل تحركات المغدور وتعتبر أن كل أنثى تقترب منه هي عشيقة له مما جعل حياته جحيماً يومياً، على ما يقول القرار الظني الذي أصدره قاضي التحقيق في جبل لبنان بيتر جرمانوس. ويضيف: «ولم يتخيل يوماً أن إصرار زوجته على مرافقته في رحلات الصيد سيكون بمثابة تدريب لها على اصطياده بالبندقية نفسها وإنهاء حياته، إلى أن عثر عليه مقتولاً داخل منزله وعلى زوجته مصابة بطلق ناري في كتفها اليمنى وفاقدة الوعي. كما عثر على بندقية صيد. وبعد التحقيقات اكتشف أن الزوجة أطلقت النار على زوجها بسبب الغيرة إثر شجار معه ثم أطلقت النار على نفسها.
وبسبب الغيرة العمياء أقدمت زوجة مصرية على ارتكاب جريمة بشعة شهدتها منطقة إمبابة العام الماضي وتم تسجيلها ضمن سجلات الأبحاث الجنائية تحت مسمى «جرائم الأسرة» وكانت وليدة لغيرة الزوجه المفرطة.. لكن في تفاصيلها رعب قد يطيح بأمان كثير من الأزواج، الذين قد يواجهون المصير نفسه فينتهي بهم الحال مثلما حدث مع المجني عليه، حيث صار مجرد جثة تحركها الزوجة القاتلة كيفما تشاء في ليلة دامية، إلى أن قررت في النهاية دفنها في سحارة السرير الأسمنتي، وصبت كمية من الأسمنت عليها قبل أن تولي وجهها شطر باب المنزل هاربة من مصير محتوم انتهى بالقبض عليها، واقتيادها إلى حيث انهارت واعترفت بتفاصيل ما جرى في ليلة جرت فيها دماء القتيل في غرفة نومه.
وقبل عامين وقعت في منطقة الجوف جريمة بشعة عندما أقدمت زوجة غيور جداً بقتل زوجها رمياً بالرصاص، وذلك عندما رأته بصحبة زوجته الجديدة التي لم تسلم هي الأخرى من الطلقات. حيث أصابتها الزوجة الأولى ما استدعى دخولها المستشفى. وكان الزوج الضحية قتل برصاصتين أطلقتهما عليه زوجته الأولى.. هذا وتشهد العديد من الدول العربية والإسلامية حدوث جرائم نتيجة الغيرة العمياء التي تتنافى مع القيم والأخلاق الإسلامية والإنسانية المختلفة فكم زوجة غيور أقدمت على ارتكاب جريمة القتل أو رمي سائل الأسيد على وجه ضرتها دون أن تراعي نتائج هذه الجريمة. وتشهد باكستان وحتى الهند عشرات الحوادث سنوياً نتيجة لذلك. وهذه الإطلالة ليست تحامل على النساء بصورة عامة ولا على الزوجات الغيورات. لكننا نشير إلى ظاهرة خطيرة وهي تنامي ظاهرة الغيرة التي قد تؤدي إلى موت النفس البشرية التي حرم الله قتلها إلا بالحق..! هذا وينصح أطباء النفس أن يقوم الزوج الذي يقكر في الزواج مرة أخرى أن يجلس جلسة مكاشفة وصراحة مع أم أولاده وبكل هدوء أن يطلب منها السماح بزواجه. وأن يوضح لها قدر المستطاع الدوافع التي وراء رغبته، فالمكاشفة والصراحة معها يشكل نوعاً من التقدير الذي سوف يساعد على التخفيف من آثار الصدمة لخبر زواجه لو جاء مفاجأة وبدون (إحم أو دستور).