محمد الشهري
ما سأورده لاحقاً لا علاقة له بجَلد الذات بقدر ما هو من قبيل الاحتجاج والتعبير عن حجم الحسرة، وعمق المرارة، قياساً بحجم التطلعات وحجم تعاطينا وتداولاتنا الإعلامية اليومية على مدار العام.
- ذلك أن من ينظر إلى زخم واقعنا الإعلامي الرياضي المترامي الأطراف بكافة وسائله المختلفة، وما ينتجه من مطاحنات على الصعيد المحلي وهو لا يعلم بواقع الحال، سيتبادر إلى ذهنه للوهلة الأولى بأن خلفها ما يبررها من المنجزات على المستويات الأولمبية تحديداً، وهو لا يعلم بحقيقة أنها مجرد مطاحنات بلا طحين، وأنه ينطبق عليها قول الشاعر: (أسد عليّ وفي الحروب نعامة) بحذافيره، ما يعني أنه لو كان من بين مناشط وفعاليات الأولمبياد فعالية تُعنى بـ(الهياط) لما نازعنا على ذهبيتها أحد من العالمين، بدليل العراك الذي دار على مدار الأسبوع الماضي حول ماهية تصدّر الجولة الأولى من الدوري، بين فريق الأبجدية، وفريق الحرّة النقيّة!!.
- منذ سنوات وسنوات، لم تنفكّ مطالبات شريحة معينة بإشراك العنصر النسائي في الأولمبياد، وكأنه العنصر المؤهَّل المعقود في ناصيته تحقيق التطلعات، ورفع راية الوطن خفاقة في سماء المحافل الكونية الكبير، أو كأن مشاركته غاية وليست وسيلة؟!.
- لذلك جاء التركيز والاحتفاء بمشاركة هذا العنصر ضمن الوفد المشارك في أولمبياد (ريو)، إذ طغى على ما عداه من جوانب ومن اهتمامات، فماذا كانت النتائج، وما هي المحصلة، لا على صعيد مشاركة العنصر النسائي فحسب، وإنما على صعيد جميع المشاركات والفعاليات، وبالأخص نتائج تلك الاتحادات التي لطالما كانت لها العديد من المشاركات، أي لا تنقصها الخبرة؟؟!!.
- فقط يمكن استثناء النتائج الجيدة لفريق كرة اليد المشارك في الأولمبياد بحسب معلومة أحد (جهابذة) إعلامنا الفضائي (المدوزن تمام التمام)!!.
- من المسليات التي عادة ما ندير أسطواناتها في مثل هذه الظروف، أسطوانة: التهمة بأن اهتمامنا كجهات مسؤولة وكمجتمع، إنما ينحصر في محيط كرة القدم، على أساس أن كرتنا حاضرة في الأولمبياد، وأنها تنافس بقوة على تحقيق الميداليات!!!.
- من المعيب أننا نمتلك من الإمكانيات والقدرات والإمكانات المادية والبشرية ما يمكننا من أن نكون شيئاً مذكوراً على خارطة الإنجازات،
على رأي الشاعر العربي الذي قال:
(.. ولم أر في عيوب الناس نقصاً
كنقص القادرين على التمام)
شريطة إيكال الأمور للكفاءات القيادية التي تحترق في سبيل خدمة الصالح العام لا الخاص، ولا بأس من استخلاص العِبر من أوضاع اتحاد كرة القدم بمجلس إدارته الراهن، وإلى أين أوصلنا بفضل فشلنا في وضع القيادات المناسبة في الأماكن المناسبة، وللمهمات المناسبة؟!!.
- الحلول بطبيعة الحال لا تحتاج إلى المزيد من الفتاوى، إذ تتمثل في أحد أمرين، الأول: مشاركات فعالة ومشرّفة ليس من بينها أهداف سياحة واستجمام المحاسيب، الثاني: ترشيد نبرة (الهياط والصهللة) الفارغة، على الأقل لكي يكون هناك قدر من التوازن بين الأقوال والأفعال.. على فكرة: مشاركتنا الأخيرة في أولمبياد (ريو البرازيلية) ذكرتني بعالمية بعض الأندية (تيتي تيتي، زي ما رحتي، زي ما جيتي) بصرف النظر عما اكتنف مشاركتها من شبهات.
المعنى:
أجدادنا من سالف الوقت قالوا
أرسل ذهين وخَلّ عنك الوصايا