د.عبدالعزيز الجار الله
كان يوم الثلاثاء يوماً للوفاء والذاكرة، كان واحداً من صباحات الرياض الحارة بعد أن أشبعنا (حمو) نجم المرزم بحرارة اللهبة، وبدأنا ندخل مشارف نجم سهيل الذي تتباشر به العرب حيث تهب على أواسط بلاد العرب رياحه الباردة ومع سهيل تأتي تباشير السحب وأمطار الخريف، أما لِمَ الوفاء والذاكرة، فلاني عدت لزمن الملك عبدالله بن عبدالعزيز - رحمه الله رحمة واسعة - عندما فتح الميزانيات للتعليم العالي وللجامعات، ميزانيات كثر بسخاء لبناء مشروعات للجامعات والتطوير الأكاديمي:
- بناء المدن الجامعية.
- بناء المجمعات الأكاديمية في المحافظات.
- بناء وتأهيل كليات البنات العاجلة.
- مشروع الملك عبدالله للابتعاث الخارجي.
- مشروع المنح الداخلية.
فكان يوم الثلاثاء الماضي يوماً للوفاء والذاكرة، ونحن على مداخل كلية العلوم والدراسات الإنسانية للطالبات في محافظة ضرماء غرب الرياض ومدير جامعة شقراء الدكتور عدنان الشيحة يدشن ويفتتح مبنى كلية العلوم، معلناً عن بدء الدراسة في هذا المبنى الجديد على مساحة (36) ألف متر مربع من أصل مليون متر مربع خصصت للمجمع الأكاديمي للطلاب والطالبات، ويشكل النواة الأولى لإنشاء جامعة بعد أن تكتمل هياكلها على غرار جامعات: حفر الباطن وبيشة وجدة والدمام وشقراء والأمير سطام والمجمعة. لأن الخطط المستقبلية تبدأ بكليات ثم المجمع الأكاديمي، وتنتهي إلى مدينة جامعية سواء ارتبطت بالجامعة الأم أو استقلت عنها. هذا العصف من تداعي الذكريات والعودة للبواكير الأولى من أعوام 2010- 2011 م وما تلاها من أشهر عندما ولدت فكرة إنشاء كليات عاجلة للبنات في وزارة التعليم العالي وسد احتياج الطالبات التي كانت مشاريع كليات البنات تسير ببطء في المناطق والمحافظات ويقابله اكتمال بناء جامعة الأميرة نورة بالرياض عام 2011 وافتتاحها كأكبر صرح أكاديمي للبنات ومفخرة معمارية للجامعات السعودية.
كانت وزارة التعليم العالي حاضنة لمشروعات ضخمة (كليات البنات) وافق الملك عبدالله على توفير أموالها عاجلاً، مبلغ تجاوز (5) مليارات ريال، وسارعت وزارة المالية لتوفير المبالغ لبناء وتأهيل (163) كلية عاجلة للبنات، بعضها أنجز خلال (18) و(24) شهراً، وبعضها تأخر بأسباب التعثر واستلام الأراضي. فانقسمت الوزارة حينها إلى فريقين لإنجار هذه المشروعات بالتعاون المكثف من الجامعات:
أولاً: فريق تولاه الوزير د. خالد العنقري، ونائب الوزير د. علي العطية، ثم أتمها نائب الوزير د. أحمد السيف، هي المدن الجامعية والمجمعات الأكاديمية التي بدأت منذ زمن لكن كثافتها زادت منذ عام 2006م.
ثانياً: فريق تولى بقيادة د. أحمد السيف نائب الوزير واللجنة العليا لبناء الكليات العاجلة، تولى التخطيط والإشراف ومتابعة بناء وتأهيل (163) كلية للبنات في جميع مناطق المملكة، ونشهد هذه الأيام جني ثمار العمل الشاق الذي تولته قيادات إدارية ومالية وهندسية لإكمال بناء المجمعات الأكاديمية.
فكانت الدولة بقياداتها السياسية والمالية خلف هذه المشروعات الكبيرة، المدن الجامعية والمجمعات الأكاديمية والمستشفيات الجامعية، رحل من رحل إلى دار الآخرة وغاب عن مشهد الجامعات وعمرانها أبرز ثلاثة من بناة الجامعات السعودية الحديثة: الوزير د. خالد العنقري والنائب د. علي العطية والنائب د. أحمد السيف بعد أن سلموا جيلاً من القيادات الجديدة ليكملوا مشروع بناء الجامعات.