د. خيرية السقاف
لا يزال في ذاكرتي أنّ من «يتبع الجاهل يغرم, ومن يتبع العاقل يغنم»
أو - بصياغة أخرى - ..
وتجربة الإنسان تؤيد, وتؤكد على أنّ من يسلم نفسه للجاهل لا يلومنّ إلاّ نفسه حين تأتي نتائج أفعاله محرجة, وفاتكة, ومسقِطة في هوّة الغفلة,
والاتكال, والاستسلام, والاتباع..
والخاسرون كثر في معيّة الجهلاء..!
* * *
لا يضر العاقل أن يتراجع عن الخطأ, فالنفس الكبيرة لوّامة, عوَّادة..!
فإنْ أخطأ صاحبها بادرت بالندم,
وتراجعت بالاعتراف,
وثبتت بالاعتذار..
وقديماً قال الحكيم: « قل الحق ولو على نفسك, ...
وقُلْهُ وإنْ كان مُرَّا»..
* * *
الجاهل يقود نفسه, ومن معه للمتاهة,..
يوقِع نفسه في المغبّة,..
لا يلتقط خيوط النور, ..
يتغافل عن خريطة الدرب ..!!
لكن العارف المتجاهل أشدّ إيذاءً لنفسه حين يوهمها, أو غيره ..
وأبعد خسارة , وأفدح حرجاً,
وأكبر إيلاماً,.. !!
* * *
للضوء جاذبية مدهشة ,
لكنه في الوقت ذاته يُحرق بجذوته..
هكذا يميّز الضوء العاقلُ,
لا الجاهلُ ...!!