د. محمد عبدالله العوين
هو فعلاً انتحار جماعي للحوثيين وعصابة المخلوع باستهدافهم المدنيين العزل الآمنين من مواطنين ومقيمين في نجران الأبية؛ فبعد كل قذيفة هاون أو صاروخ تطلقه الجرذان المختبئة في كهوف جبال صعدة أو الجبال القريبة من نجران يستهدف أبطال المدفعية السعودية ونسور الجو البواسل مخابئ أولئك الجرذان من عملاء إيران؛ فتحصد المئات وتأسر العشرات، وكأن إطلاق صاروخ إيراني معدل اسمه «زلزال3» على المدنيين في نجران سيحسم المعركة أو يدفع إلى تنازل عن مواقف المملكة المبدئية الصارمة بعودة القيادة الشرعية المنتخبة وانكفاء الحوثيين الانقلابيين إلى مقرهم الأصلي «صعدة» وتسليم المدن والمراكز العسكرية بأسلحتها إلى القيادة الشرعية، واستسلام فلول الحرس الجمهوري التابع للمخلوع واندماجه في الجيش الوطني والمقاومة الشعبية تحت جناح الحكومة الشرعية التي سيعاد تأليفها بعد تحرير كامل اليمن من شماله إلى جنوبه.
لا معنى أبدًا لقتل المواطنين والمقيمين في نجران بإطلاق الصواريخ الإيرانية عليهم، ولا رسالة أبدًا يمكن أن تصل من إطلاق صواريخ سكود المعدلة التي بقي منها عدد محدود في أيدي فلول الحرس الجمهوري سوى محاولة الضغط على قيادة المملكة لإطالة أمد الهدنات التي يطلبها الحوثيون من أجل التزود بالعتاد والسلاح وتلقي خطط مواجهة التحالف العربي من إيران بقيادة الخبراء والمستشارين الإيرانيين ومن ينضوي تحت إمرتهم من الموالي والاتباع الطائفيين من شيعة لبنان وسوريا وغيرهما.
إن صاروخ «زلزال 3» لم يزلزل إلا مخابئ الحوثيين وكهوفهم القريبة من نجران، ولم يزلزل إلا جبال صعدة وحظائر الأسلحة في النهدين، ونقاط الدفاع عن العاصمة صنعاء في جبل نهم.
لقد زلزل صمودُ المواطنين في نجران قذائفَ عملاء إيران، وأظهر المواطنون من قبائل يام الشجاعة وغيرها تضامنهم ووحدة صفهم مع قيادة وطنهم ووقوفهم في وجه العملاء الرخيصين الذين باعوا أنفسهم وولاءهم للغريب الفارسي عن الأمة دينًا ولغة وعرقًا وتراثًا وجغرافيا.
لا معنى أبدًا لإطلاق الصواريخ على المدينة الصناعية بنجران؛ فيستشهد سبعة أشخاص منهم أربعة مواطنين بينهم طفلان، وثلاثة مقيمين ويصاب عشرة، إضافة إلى تعرض عدد من المركبات والأبنية للتخريب؛ إلا إيقاع مزيد من الأذى على ساكني المناطق الحدودية كأقرب مكان يمكن أن تمتد إليه أيدي الحوثيين؛ لأن أبعد مدى يصل إليه صاروخ قم المعدل لا يتجاوز 60 كم؛ ويتناسون الرد السعودي الجاهز الذي تبادر به قواتنا المسلحة الباسلة ومجاهدونا الأشاوس على الحد الجنوبي الذي يصب النار صبًا كالجحيم على أوكار الجرذان المعتدية في كهوفها.
لا يمثل الاعتداء على المدنيين في نجران والقرى الحدودية إلا فواق ما قبل نزع الروح الحوثية من تشكيلات الطائفيين والمتحوثين معهم من اتباع المخلوع الذين يشتريهم بالقطارة للتعلق بالحياة ودفع غائلة الجوع.
لقد أزفت ساعة الحقيقة، وها هي تعز تكاد تتحرر ويفر قادة عصابة الحوثي والمخلوع إلى إب وغيرها، وحين تستسلم تعز بالكامل قريبًا سيكون الطريق مفتوحًا إلى صنعاء التي لا يفصل الجيش الوطني والمقاومة الشعبية عنها إلا 8 كم بعد أن تم تحرير جبل نهم القريب من العاصمة.
وتختلف الرؤى العسكرية لتحرير صنعاء، فهي بين ثلاثة خيارات: إما الهجوم البري المكثف المباشر، أو الحصار وتضييق الخناق، أو إسقاطها من الداخل بمد المقاومة الشعبية السرية داخل صنعاء بما يكفي لخلخلة تحكم الحوثي والمخلوع بقيادة العاصمة.
الخيار الأول ربما يخلف ضحايا يتجنب التحالف العربي وقوعها قدر الإمكان، والخيار الثاني طويل الأمد، والثالث يضعف وقد لا يسقط؛ ولكن الرؤية الأقرب إلى تحقيق نتائج سريعة ونهائية؛ هي أن تتضافر الخطوات الثلاث مجتمعة وتوضع ترتيبات محددة لاستخدام كل خطوة في وقتها كما يرى الخبراء العسكريون الميدانيون.
وبسقوط تعز وصنعاء سيهرب المجندون الحوثيون إلى صعدة، وستختبئ فلول الحرس الجمهوري الموالية للمعزول وتخلع بزتها العسكرية؛ أما المعزول نفسه فواقع حتمًا بين القبض عليه ومحاكمته أو قتله فورًا في معركة التحرير أو هروبه إلى إيران مع الزعامات الحوثية الخائنة.
إن انتصار المملكة التي تقود التحالف العربي وهزيمة إيران في اليمن بعد كل ما قدمته من مال وسلاح، وبعد كل التهيئة والتجهيز والتخطيط والأدلجة والتبني وإرسال الخبراء العسكريين والقادة من فرس وعرب شيعة تعد بداية لهزيمة وانكسار مشروعها الفارسي المجوسي التوسعي المتوسل بأبعاد طائفية مخادعة للعرب الشيعة، ويعد أيضًا إفشالاً لمخطط «التفتيت» الأمريكي الغربي القذر للمنطقة العربية الذي ابتدأ عمليًا مع إشعال حرائق الثورات العربية الغبية التي أكلت الأخضر واليابس والحجر والبشر.