د. عبدالواحد الحميد
الصمود البطولي لنجران المدينة ونجران الأهالي ونجران القوات المرابطة يثير الإعجاب. فبالرغم من أن ميليشيات الحوثيين وقوات الرئيس السابق المخلوع علي عبدالله صالح لا تتورع عن القيام بأي عمل عدائي تعتقد أنه يحقق لها أحلامها وخططها بما في ذلك ضرب المدنيين في نجران وفي غيرها من مدن وقرى الحد الجنوبي فإن صمود أهلنا هناك قد أجهض أحلام الحوثيين وشريكهم صالح.
وقد تعرضت نجران مرة أخرى للاعتداء، فسقط من أهلها شهداء ومصابون وجرحى، ومع ذلك لم نسمع من أهل نجران سوى عبارات الانتماء الوطني والتمسك بالأرض والرغبة المخلصة في المقاومة والاستشهاد لحماية مدينتهم الباسلة وقراهم الشامخة.
كل يوم نقرأ في صحفنا المحلية ونشاهد في وسائل الإعلام لقاءات ومقابلات مع أهل نجران ونلمس في أحاديثهم روح البسالة والصمود والتحدي، وكان آخر ما تداولته الصحف ووسائل الإعلام المختلفة ومواقع التواصل الاجتماعي هو ما عبروا عنه من مشاعر وطنية بعد الجريمة الأخيرة للحوثيين وشريكهم صالح.
هذا الصمود البطولي من أهل نجران بمختلف قبائلهم وعلى امتداد رقعة المنطقة غير مستغرب، فهم على مدى تاريخهم الطويل قد عُرِفوا بالشجاعة والإقدام وبالوطنية والانتماء. ولذلك لن تنال جرائم الحوثيين وقوات علي عبدالله صالح من عزيمة أهل نجران وإنما على العكس سوف تزيد من إصرارهم على المقاومة والتصدي للعدوان.
وقد اثبتت هذه الأحداث الأخيرة التي تعرضت لها نجران أن منطقة نجران تستحق كل التقدير والاهتمام والتطوير والتوسع في مشروعات التنمية، فأهلها الكرام الذين تمثل مدينتهم قلعة الحماية الباسلة على حدودنا الجنوبية يثبتون المرة تلو المرة أنهم أهلٌ لما يحمله لهم أخوانهم في بقية مناطق المملكة من المحبة والتقدير.
فشكراً يا أهل نجران، وشكراً لأهلنا في كل مدن وقرى الجنوب الصامد، وسحقاً للمعتدين.