عبدالله العجلان
مشكلة الكثير من الإعلاميين الرياضيين أنهم ينامون أربع سنوات ولا يصحون إلا بعد انتهاء الأولمبياد، عندها يتذكرون أن هنالك ألعاباً رياضية سعودية ضائعة ولها اتحادات غائبة ، لا أحد يسأل عنها ولا عن خططها وبرامجها ومسابقاتها وميزانياتها؟
لو كُتب أو قيل عن ألعابنا ما يعادل 1% مما يتردد يومياً عن كرة القدم أو على عن الحكام لما أصابها هذا الخمول والتوهان ، الآن في ريو 2016م سمعنا من يطالب برحيل رئيس اتحاد ألعاب القوى الأمير نواف بن محمد لأنه لم يحقق ميدالية واحدة في الأولمبياد، في الوقت الذي لا يوجه فيه أي نقد لاتحادات أخفقت مرات ومرات في بطولات خليجية وعربية ولا نقول آسيوية..!
لا أدافع عن اتحاد القوى، ولست بصدد تعداد واسترجاع إنجازاته قارياً ودولياً، فهذه أرقام وحقائق معروفة ومحفوظة لا ينكرها إلا جاهل أو متجاهل، ولست معترضاً على انتقاده بل أنا مع توجيه اللوم له على أخطائه وتراجعه عما كان عليه في أولمبيادات سابقة، أنا فقط اعترض على الانتقائية في النقد، وعلى التركيز على اتحادات وترك أخرى تغط في سبات إخفاقاته ونتائجها الهزيلة المتكررة لمجرد تصفية الحسابات والقناعات الشخصية..
الآن وبعد فشلنا الذريع في أولمبياد ريو دي جانيرو المسؤولية كاملة تقع على الهيئة الرياضية ، عليها وعلى رئيسها الأمير عبد الله بن مساعد المؤهل والمتحمس للتطوير الرياضي البدء في تحضير وإقرار برنامج متكامل لانتشال الألعاب السعودية ، برنامج أو بالأصح مشروع يبدأ من الأندية ومكاتب الهيئة في المناطق، وينتهي في الاتحادات التي لابد من إعادة هيكلتها وطريقة أدائها ومتابعة أعمالها ونتائجها أولاً بأول ، إضافة إلى ما سبق أن أشرت إليه قبل أسبوعين، حول ضرورة أن تدعيم الاتحادات باللاعبين والإداريين والفنيين ذوي الخبرة والتخصص في كل لعبة.. إلى جانب مشاركة القطاعات غير الحكومية مثل الشركات والبنوك برعاية الاتحادات الرياضية، والمساهمة في دعمها مالياً ..
بالمناسبة إذا كان بالإمكان نظامياً وقانونياً تأجيل انتخابات الاتحادات الرياضية لضمان تعديلها وتغيير آلية انتخابها، وكذلك تغيير وتمديد فترة الترشح، فهذا في تقديري سيعطي للجنة الأولمبية متسعاً من الوقت، لاتخاذ الخطوات الإصلاحية بطريقة أكثر فاعلية وأيضاً واقعية لما هو مطلوب منها في المرحلة القادمة، بصورة تعيد لرياضتنا بعضاً منا نتطلع إليه بقدر يليق بمملكة الخير والعطاء ومكانتها الدولية المرموقة.
المحبطون في حائل!
في كل مناطق المملكة هنالك حراك رياضي مقنع إلى حد ما وتنافس قوي ومثير بين أنديتها وبالذات في كرة القدم، وحدها منطقة حائل لم تعد تلك المؤثّرة على مستوى الوطن، والمنتجة لألمع النجوم والمدربين والحكام والإداريين، هي اليوم متدهورة بشكل مؤسف ومؤلم لأي مهتم ومتابع رياضي، فضلاً عن انعكاس هذا على الجمهور الحائلي بكل أطيافه ومكوناته وشرائحه.. ما السبب؟
الأكيد أن السبب ليس مادياً ولا فكرياً ولا إدارياً ولا فنياً فحائل كانت وما زالت من أفضل المناطق في هذه الجوانب، زد على ذلك أن لدى الطائي والجبلين اليوم منشآت نموذجية كانتا تمثّل الحلم والأمل والطموح لجماهيرهما منذ عقود، شخصياً أجد السبب في أمر يخفى على الكثيرين، وهو لا يقتصر على المجال الرياضي، بل يسري على سائر الخدمات في المنطقة، ويتلخص هذا الأمر في ظاهرة (جلد الذات) التي انتشرت وباتت اللغة السائدة عند الكثيرين، وبدأت في المنتديات وها هي اليوم تزداد حدة وانتشاراً وسوءً في تويتر..
الوضع تجاوز التنظير المقبول والمطلوب في حدوده المتعارف عليها مهنياً، وأصبح الهدف منه تحقيق بطولات هلامية من خلال رمي التهم والتطاول والتجريح بأطروحات مؤذية ومربكة لا تنقل الواقع الحقيقي وبالتالي لا تعطي حلولاً ممكنة بقدر اهتمامها بالشجب والاستنكار والتأليب والتشويه..
لا تستطيع أي إدارة في الطائي والجبلين أن تعمل بهدوء وبتخطيط ورؤية مستقبلية طالما أن هنالك أصوات همها الأول والأخير استعراض مواهبها في الذم والتقريع والتنديد، ولن تنجح أي إدارة ناد مهما بلغت إمكاناتها وسط هكذا أجواء محبطة مدمرة، وقس على ذلك ما يقال على مدار الساعة ضد قطاعات ومجالات أخرى من أشخاص فشلوا في أداء وظائفهم ومسؤولياتهم، وآخرين يتهمون غيرهم بالتقصير وهم أكثر من قصر وأخفق وتلاعب في الأنظمة! دعوا الناس تعمل، امنحوهم الفرصة، تفرّغوا لأنفسكم وانظروا لعيوبكم قبل وأهم من أن تروها في غيركم!