يوسف بن محمد العتيق
ما أن تداولت مواقع التواصل المقطع المرئي للمصري يوسف زيدان وهو ينال من الإرث الحضاري للجزيرة العربية ومكونها الأكبر المملكة العربية السعودية حتى هبت شرائح المجتمع من مثقفين ومتعاطفين ومتفاعلين للرد عليه وبيان أنه متحامل أكثر من كونه باحث أو راصد تاريخي.
الجميل في هذه الهبة أنها في أعمها الأغلب (حسب مشاهدتي) لم تكن لمقابلة الإساءة بمثلها أو بالشتم، بل وجدنا ردودا جميلة ومفيدة ردت على زيدان بنصوص تاريخية معتبرة تبين أن الجزيرة العربية مهد الحضارات والثقافات وأن أعلامها عبر تاريخها هم رواد الحضارة.
هذه المنهجية في الرد هي التي يجب أن نسير عليها عند الدفاع عن وطننا وتاريخه بأن الرد هو بالمعلومة لا بالسباب أو الهجوم على بلد هذا المتحدث، فمستحيل على سبيل المثال أن ينكر أحد الدور المصري الريادي في كافة المجالات، فلا يعني أن يكون المتحدث بسوء يمثل بلده أو محيطه الثقافي، فمصر مستودع الآثار والمتحدث يمثل نفسه فقط لا مصر الحضارة والتاريخ والعروبة.
وهنا سؤال لكل باحث ومثقف، بل ولكل أبناء هذا الوطن: لماذا تقوم الحمية الوطنية والثقافية ونقلب المراجع ونبحث في الكتب عن كل ما يخص تاريخنا ونقدمه للآخرين عند الردود فقط والجدل مع الآخرين.
هل نحن بحاجة إلى حاقد وحاسد ينتقدنا بدون وجه حق حتى نخرج دررنا التاريخية والوطنية؟