خفقَ الفؤادُ قـبيل يدلفُ بابَه
ياربُّ زِدْ بيتَ الحجازِ مَهابه
وتراعشتْ أوصالُ جسمي رهبةً
لم تبرحنِّي مذ وطئتُ رحابَه
ما كنتُ أدري ما اللذاذةُ ما الهنا
حتَّى ارتشفتُ نعيمه وشـرابه
أنعم بصوتٍ للسديسِ مرتلاً
فاحفظ لنا ربَّ الأنام جنـابه
وبدأتُ في التطوافِ طافت أدمعي
غسلت من الأعماقِ كلَّ كآبة
لهفي على الحجرِ السعيدِ ولثمِه
هيـهات أؤذي شيبَه وشبابَه
بمقامِ إبراهيمَ قـمتُ مصليَّاً
تلـقاءَ بيتٍ للجميعِ مثابة
وختمتُ بالسعي العظيمِ مهرولاً
أرجوك ربي أجره وثـوابَه
ثم انثنيتُ على الجمـوعِ تأملاً
كالبحـرِ يمخـرُ موجَه وعبابَه
ما بين مبتهـلٍ يسحُّ دموعـه
مـا بيـن باكٍ يتـلـونَّ كـتـابه
والراكعون الساجدون تراصصوا
الله أكبرُ فالجميعُ صحابـة
يا سيدي المختارُ جئتك زائراً
والشـوقُ أجَّجَ في الضلوعِ عذابَه
بطريقِ هجرتِك اسـتطالَ تلهُّفي
سـبقت عيوني مهجةٌ وثـابـة
والخافقُ الملتاعُ سارعَ نبضـُـه
قـلبي يتوقُ لنورِكـم فيهـابَه
ومآذنُ الحرمِ الشريفِ تقدستْ
عزاً يـنازعُ فـي البـهاءِ قِبـابـَه
وقعتْ من الأعماقِ حين لمحتُها
حيثُ الصبابةِ إذ أحسُّ صبابة
فانهـالَ حبٌّ ما شـهـدتُ مـثيلَه
لما احتوى جـسـمي النحـيلَ أذابه
ملءُ الضلوعِ نسيمُ طيبةَ عاطراً
روحي استفاقتْ إذ ضممتُ سَحابَه
لما أتيتُ البابَ أوغلَ داخلي
مـن بابِ قلبي ثم طافَ شِعَابَه
وجدَ الصلاةَ على النَّبي وآله
نبضُ الحياةِ وفي الشعورِ مُذابة
- عباس أحمد علي