«الجزيرة» - وهيب الوهيبي:
استضافت وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، ممثلة في برنامج التواصل مع علماء اليمن الذي تشرف عليه الوزارة، حفل توقيع ميثاق علماء ودعاة اليمن، بمقر الوزارة بالرياض.
وحضر حفل التوقيع عدد من الوزراء، وجمع غفير من علماء ودعاة اليمن يمثلون مختلف المكونات الدعوية والمدارس الفقهية في اليمن، أجمعوا على أهمية هذا الميثاق الذي دعتْ إليه الضرورةُ الشرعية، والمصلحةُ الوطنية للوضع الحالي في اليمن، وما يفرضه ذلك من وحدةِ صف العلماء، وتوحيدِ أهدافهم وأولوياتهم في هذه المرحلة الحرجة التي تعيشها الأمة.
ورحب عضو اللجنة الإشرافية في برنامج التواصل مع علماء اليمن الدكتور إبراهيم بن عبدالعزيز الزيد، في كلمته بالحاضرين في الوزارة، وحمد الله الذي سهل الاجتماع في هذا الوقت العصيب من أوقات أمتينا الإسلامية والعربية، وفي ظرف من أحلك الظروف، للاحتفال بمنتج عظيم فرح به المخلصون والغيورون على اليمن الحبيب، اليمن السعيد ويرون فيه بارقة أمل ـ بإذن الله تعالى ـ أن يكون علاجًا لما وقع فيه اليمن من أزمته
ورفع الدكتور الزيد شكره وتقديره لحكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله تعالى - على ما قدمه ويقدمه لليمن الشقيق هذا اليمن الذي يعيش في وجدان المملكة العربية السعودية في وقت السلم وفي وقت الحرب، حينما بغى البغاة وبغوا واعتدوا على اليمن توجه من هذه البلاد المباركة عاصفة حزم تقتلع جذورهم، وعندما يحتاج المحتاج من أهل اليمن فإن إعادة الأمل تذهب إليهم أيضًا، ومما تقوم به حكومة خادم الحرمين الشريفين الاهتمام بالعلماء في اليمن الشقيق، والاهتمام بالمفكرين والإعلاميين والأكاديميين ورأس هؤلاء هم العلماء الذين يحملون العلم الشريف ويحملون راية العلم بالكتاب والسنة والدعوة إليهما، مشيرًا إلى أن برنامج التواصل مع علماء اليمن جاء نتيجة لهذا الاهتمام بهؤلاء العلماء الذين هم منارة الهدى تحتاج إليهم الأمة في كل أوقاتها، ولا سيما في أوقات الأزمات فجاء توجيه سام كريم بإقامة هذا البرنامج وأن تقوم وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد على رعايته وبحمد الله هذا البرنامج تجاوز عمره السنة والنصف وقام ببرامج عديدة ـ ولله الحمدـ.
وأشار الدكتور الزيد إلى أن هذا الميثاق في واقع الأمر هو منتج يمني خالص دعا إليه الغيورون على حاضر اليمن ومستقبله رأوا أن هناك حاجة ماسة لاجتماع العلماء والمفكرين، وأن يكونوا يدا واحدة ضد كل ما يهدد اليمن السعيد ورأوا أن اجتماعهم وسيلة مهمة جدًا لعلاج ما يعيشه اليمن من أزمات فرأوا الحاجة إلى ميثاق شرف بين العلماء والدعاة والعاملين في الحقل الإسلامي فتوجهوا إلى هذه الوزارة بهذا المقترح وكان برنامج الوزارة وعاءً لتحركهم.
وأوضح الدكتور الزيد أن الوزارة ممثلة في برنامج التواصل مع علماء اليمن رحبت وعلى رأسها معالي الوزير الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ بهذه المبادرة، ووجه معاليه بإتاحة الفرصة للعلماء والمفكرين والدعاة من الإخوة في اليمن أن يجتهدوا في إنتاج هذا الميثاق وأن تسهل لهم السبل وأن تيسر لهم الوسائل فاجتهدوا حسب ما دعت إليه إمكانات هذا البرنامج وحسب ظروفهم وأوقاتهم، واجتمعوا عشرات الاجتماعات وعقدوا الكثير من اللجان وورش العمل منذ شهور عديدة حتى وصلوا إلى هذه الصيغة الحسنة ـ بإذن الله تعالى ـ التي تعقد عليها آمال كثيرة.
إثر ذلك ذلك ألقى رئيس لجنة الميثاق فضيلة الشيخ أبو الحسن بن مصطفى السليماني كلمة أوضح فيها، أهمية الميثاق وأهدافه والمراحل التي مر بها، مثمنًا الجهود الكبيرة والمتواصلة التي بذلها العلماء في صياغة وإعداد هذا الميثاق الذي سيكون نبراسًا يعمل به كل العلماء من أجل اليمن واستقراره.
وقد أدار الحفل الشيخ محمد الوشلي منسق برنامج التواصل مع علماء اليمن، مزجيًا شكره وتقديره لعلماء ودعاة اليمن المخلصين الذين جعلوا مصلحة اليمن فوق كل اعتبار، مشيدًا بتعاونهم الكبير في سبيل تحقيق أهداف البرنامج وغاياته في توحيد الصف واجتماع الكلمة، كما سأل الله أن يكلل تلك الجهود بالتوفيق والسداد. سائلاً الله تعالى أن يكلل مساعي الأشقاء في دولة اليمن بالتوفيق والسداد وأن يعيد الأمن والاستقرار لها.
وأشار إلى أن البرنامج أطلق موقعًا إلكترونيًا للميثاق ليسهل توقيع علماء اليمن ودعاته الذين لا يتمكنون من الحضور إلى الرياض.
يذكر أن وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد أطلقت برنامج التواصل مع علماء اليمن ضمن برنامج كبير للتواصل مع علماء العالم الإسلامي، ويُعد برنامجًا نوعيًا يتخلله كثير من المناشط الدعوية واللقاءات العلمية، والفعاليات التي من شأنها المساهمة في استقرار اليمن وحلول الأمن فيها، وقد حظي البرنامج بإشادات وتنويهات امتلأت بها وسائل الإعلام المختلفة محليًا ودوليًا.