بيروت - واس:
عبَّر سماحة رئيس المحكمة الشرعية السنية العليا في لبنان القاضي الدكتور الشيخ محمد أحمد عساف عن تقديره الكبير للدور الريادي الذي اضطلعت به المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ـ حفظه الله ـ في إعلاء كلمة الإسلام والمسلمين في أنحاء العالم كافة، ودعم القضايا العربية والإسلامية، ونصرتها في جميع المحافل الدولية. وثمن سماحته في تصريح لوكالة الأنباء السعودية الدور الكبير للمملكة، وسعيها الدؤوب لتوحيد المسلمين، وخدمتهم في شتى بقاع الأرض، وذلك عبر إنشائها مشاريع دعوية وتربوية وخيرية، ومساهمتها في بناء المساجد والمعاهد في العديد من البلدان العربية والإسلامية، ورعايتها للعلماء والدعاة الذين توليهم عناية خاصة؛ وذلك لمحاربة الإرهاب والتطرف الذي ينبذه الإسلام، ويتبرأ من أفعاله التي لا تمت للدين الإسلامي الحنيف بأي صلة. وأكد أن المملكة العربية السعودية تسعى دائمًا لنشر تعاليم الإسلام بالدعوة إلى الوسطية والاعتدال والتسامح، والعودة إلى الله سبحانه وتعالى بالحكمة والموعظة الحسنة، والمجادلة بالتي هي أحسن، وشعارها «سددوا وقاربوا.. بشروا ولا تنفروا». وأوضح سماحته أن «المملكة العربية السعودية تسعى دائمًا لمعالجة الأفكار الدخيلة على الإسلام؛ لذلك أنشأت عبر وزارة الداخلية لجنة المناصحة لإعادة انخراط المغرر بهم في المجتمع ومع إخوانهم في الدين والوطن، والعودة بهم إلى جادة الحق والصواب وسلوك الطريق المستقيم الذي لا يزيغ عنه إلا هالك، ولا يسلكه إلا كل تقي ساعٍ إلى رضا الله عز وجل». مشددًا على أن محاربة الإرهاب والتطرف والغلو هي باب من أبواب حفظ الدين ووحدة البلاد وسلامتها، وحماية الوطن من شر الفاسدين والعابثين بأرواح الأبرياء ومن شر المخربين لمقدرات الأمة. ونوه سماحته بالإنجازات العظيمة التي تحققت فيما يخص عمارة الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة.. وقال: لقد دأبت المملكة العربية السعودية على توسعة الطاقة الاستيعابية للحرمين الشريفين في عهود الملوك الراحلين - طيب الله ثراهم - وصولاً إلى عهد الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود الذي حظي الحرمان الشريفان في عهده بحركة توسعة نوعية بالغة الأهمية، خاصة المسجد الحرام في مكة المكرمة، سواء من ناحية توسعة صحن الطواف؛ إذ أضحى يستوعب أكبر عدد من الطائفين، أو من ناحية توسعة الساحات المحيطة، التي أضحت تتسع لآاف المصلين، إضافة إلى بناء العديد من الفنادق التي تستوعب الكثير من الحجاج والمعتمرين، والتي تتميز بخدمتها ذات الجودة العالية، وقربها من المسجد الحرام. وأردف بقوله: تميزت المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - كذلك بمد شبكة مواصلات في غاية من الأهمية من خلال إنشاء سكك حديدية من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، ومنهما إلى جدة؛ إذ سيبدأ العمل بهذه الشبكة العملاقة في القريب العاجل إن شاء الله تعالى. موضحًا أن هذا المشروع الحيوي سيخفف - بإذن الله - من عبء المواصلات وإهدار الكثير من الوقت للوصول إلى المنطقة المرجوة؛ فالانتقال عبر القطار من منطقة إلى أخرى يقرب المسافات بأسرع وقت ممكن، ويخفف من زحمة السير، خاصة في موسم الحج أو العمرة، ولاسيما في شهر رمضان المبارك. ولفت سماحته الانتباه إلى أن المملكة العربية السعودية عبر بنائها المساجد والمراكز والمعاهد والجمعيات الخيرية الإسلامية تعبّر عن دورها الإيجابي في دعم القضايا العربية والإسلامية ونصرتها في المحافل الدولية، خاصة منافحة المملكة العربية السعودية في الأمم المتحدة، ونصرتها الشعوب المقهورة التي ذاقت من قِبل من يتولى زمام أمورها شتى ألوان العذاب والاضطهاد؛ فوقفت المملكة بوجه الظلم رافعة الصوت عاليًا في مختلف المحافل الدولية لنصرة تلك الشعوب مطالبة بإعطاء تلك الشعوب تقرير حق المصير، واختيار من يتولى شؤونها بالطريقة الديمقراطية والعيش بسلام وأمان بعيدًا عن الخوف والإذلال. وأشار سماحته إلى أن المملكة العربية السعودية لم تترك بابًا إلا وطرقته، ولا سبيلاً في ذلك إلا وسلكته، خاصة في موسم الحج؛ إذ قامت بإرشاد الحجاج ونصحهم لتقوية الروابط الأخوية فيما بينهم بهدف تحقيق التكامل الحقيقي لتنمية العالم الإسلامي، وتماسك دوله وشعوبه.