«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
تنشر «الجزيرة» بين فترة وأخرى أخباراً مختلفة عن حالات تسمم حدثت لبعض الأفراد وحتى أُسر كاملة، نتيجة تناولهم طعاماً ملوثاً وغير صحي، ورغم الحملات المتكررة والتي تقوم بها الأجهزة الرقابية في الأمانات والبلديات، من خلال مراقبتها للمطاعم والبوفيهات، بل وصل الحال بقيامها بإغلاق الكثير من المطاعم والبوفيهات في أكثر من مدينة، إلا أنّ حالات التسمم ما زالت مستمرة خصوصاً في شهور الصيف.. ومؤخراً قامت وزارة الشؤون البلدية والقروية بإغلاق مطعم بحي الضيافة في نجران لمدة شهر، مع وضع لوحة تشهير على واجهته «أغلق بسبب التسمم الغذائي» لثبوت تسببه في حادثة تسمم غذائي لـ125 شخصاً. وقررت الوزارة تغريم المطعم 125 ألف ريال بواقع ألف ريال لكل حالة تسمم، بعد ثبوت تسمم رواد المطعم من خلال تقرير لجان الاستقصاء الوبائي بأمانة منطقة نجران، ولجنة مراجعة حوادث التسمم الغذائي بالوزارة، التي انتهت إلى ثبوت مسؤولية المطعم عن الحادثة، مع استبعاد عمال المطعم المصابين وإيقافهم عن العمل لحين التأكد من شفائهم قبل إعادة فتحه.. وظاهرة التسمم نتيجة تناول الأطعمة الفاسدة أو الملوثة ظاهرة عامة تعاني منها مختلف مدن المملكة. بل مختلف مدن العالم. وفي أمريكا مثلاً وحسب الإحصاءات يتعرض من 1 إلى 6 مواطنين أمريكيين إلى الإصابة بالتسمم، نتيجة للأمراض التي انتقلت لهم عبر الأغذية الفاسدة وفقاً لمركز السيطرة على الأمراض..؟! وحدثت وفيات لحالات التسمم بسبب السالمونيلا والتوكسو بلازما والليستيريا والخ.. وكما يشير موقع الصحة الأميريكي أنّ «التسمم الغذائي» بات شائعاً في الصيف بسبب ارتفاع درجة الحرارة، حيث إن الميكروبات تتكاثر في أجواء الحرارة الدافئة. إضافة إلى إهمال حفظ الأطعمة التي يتطلب حفظها كالسلطات والسندويتشات وما إلى ذلك، وعلى الأخص الأطعمة التي يكثر الإقبال عليها في أشهر الصيف.. ولتجنب مخاطر التسمم الغذائي ينصح موقع (Food Safety ) العالمي إلى اتباع التعليمات والنصائح التالية، والتي تساعد على تجنب وقوع حالات «التسمم الغذائي) لا سمح الله، والتي من أهمها:
- الحفاظ على النظافة الشخصية والحفاظ على الأواني والبيئة النظيفة.
- غسل اليدين بالماء والصابون قبل التعامل خلال إعداد أو تناول الطعام.
- غسل السكاكين وأواني الطبخ قبل وبعد الاستعمال على حدٍّ سواء.
- الحفاظ على المطبخ والطعام بيئة نظيفة.
- التعامل مع الأغذية النيئة والمطبوخة بشكل منفصل في الثلاجة.
- تخزين وطهي الأطعمة بصورة جيدة.
- استخدام ألواح التقطيع منفصلة عن أدوات المائدة,
- عدم شراء الأطعمة من مطاعم أو محلات لا تهتم بالنظافة ولا تعني بتنفيذ الشروط والتعليمات الصحية..
والجميل أنّ هناك خطوات إيجابية اتخذتها أمانات وبلديات مختلفة في بلادنا الحبيبة. قوبلت هذه الخطوات بتقدير وثناء كبيرين من قبل كافة المواطنين والمقيمين. حيث تعتزم أمانة المنطقة الشرقية تنفيذ استراتيجية شاملة لرفع المستوى الحضري في المنطقة، في سابقة هي الأولى من نوعها التي يتم تطبيقها على مستوى المنطقة الشرقية، فيما كشف أمين المنطقة المهندس فهد الجبير، أنه سيتم تدشين مبادرة «شركاء الجودة»، وهو برنامج إلكتروني «ذكي» يختص بالرقابة الغذائية على جميع المطاعم التي ستشارك في البرنامج. ويتضمن البرنامج تركيب كاميرات مراقبة داخل أماكن تحضير الطعام، وربطها بغرفة المراقبة المركزية. وأوضح الجبير في تصريح صحافي نشر مؤخراً أنّ الأمانة شرعت مؤخراً في تنفيذ استراتيجية شاملة لرفع المستوى الحضري والذي يتضمن عدداً من الاستراتيجيات والمبادرات، بهدف نقل الأمانة إلى مفهوم مزود الخدمة للفرد والمجتمع، مشيراً إلى أنه تم مؤخراً تدشين استراتيجية «تواصل»، والتي تم اعتمادها في الاجتماع الربع السنوي لقادة الأمانة والبلديات الفرعية.
هذا وكانت قد بدأت الهيئة الملكية بالجبيل في تطبيق نظام التصميم المفتوح لمناطق إعداد وتجهيز الأطعمة لكافة المطاعم بمدينة الجبيل الصناعية، بما يتيح للمستهلك فرصة الاطلاع مباشرة على خطوات تجهيز الطعام ومستوى الصحة والنظافة في الأطعمة، وحماية له من المخاطر الصحية وللحد من الغش والسلوكيات السلبية في إعداد وتجهيز الأطعمة، وكانت الهيئة الملكية قد استخدمت هذا الإجراء ومنذ عدة سنوات في بعض الأنشطة في كل مطعم، كقسم العصائر، والمشويات، وتقديم الطعام.. كل هذا وذاك سوف يساهم بطريقة مباشرة وغير مباشرة للرقابة على المطاعم وأماكن إعداد الأطعمة المقدمة للمستهلكين. هذه الخطوات وتلك الإجراءات ومع التقيد بالتعليمات والإرشادات الصحية، سوف تساعد كثيراً على حمايتنا من «التسمم الغذائي» فهل نفعل نأمل ذلك؟.