حزنت كثيراً بفقد خالتي الغالية نورة بنت سالم الجعيب (أم منصور)، التي تجسدت فيها سمات الطيب والخير؛ فكانت نبراساً مشعاً في طيبها وحسن تعاملها ودماثة خلقها؛ فأصبحت مضرب مثل يحتذى به بين نسائنا. رحمك الله رحمة واسعة، وأسكنك فسيح جناته. وعزائي هنا لوالدتي وزوجك وأبنائك وبناتك، وجميع من أحببتهم فأحبوك.
أواري الثرى من كانت أماً وخالةً
وكانت لكل الناس بالخير تنهلُ
أواري الثرى نوراً مضيئاً وغيثها
نديٌ لها في كل بيتٍ شمائلُ
أواري الثرى خير النساء بخلقها
فيحزن قلبي والعروق تجللُ
أواري الثري تلك الجليلة خالتي
إلى جنة الفردوس روحك تحملُ
أواري الثرى والله يعلم حالتي
ودمعيَ مسكوبٌ وعيني تذبلُ
فأبكي على شمس النساء بدفنها
وأبكي على بدر ضياؤه يأفلُ
كأني بها في جنة الخلد قصرها
على ربوة عليا وتاجها كاملُ
فحورية الدنيا وكانت وديعةً
وهادئة الطبع وفيها التكاملُ
سقت كل من ربت حياءً وحشمةً
ومنها يفوح المسك والبشر يهطلُ
فسبحان ربي كيف كانت نبيلةً
وفيها من الأخلاق جل خمائلُ
وفيها من الإحسان فيضٌ وخيرها
سيبقى على مر الزمان يظللُ
أراها وبين الحور تبدو حسينةً
وفي جنة الفردوس نورها كاملُ
أراها وكالنبراس شعّ ضياؤها
وواثقةً من طيبها تتفاضلُ
فأعلمُ أنّ الله قد زانَ قبرها
بوردٍ من الريحان والفل يرفلُ
فيا أم لا حزناً فرحمات ربنا
فأختك في الجنات تزهو وتحفلُ
فإن فاض دمع الحزن منك حبيبتي
إليّ برأس العز منك أقبِّلُ
فكم دارت الأيام كنت قوية
وقاسيت مرّ الليل والمرّ حنظلُ
ويا خال يا من كنت زوجاً وصاحباً
وكنت لها خلاً ولطفك نائلُ
فكيف أعزيكم وقلبي يكتوي
وحزنك مكتوم وهمك موغلُ
فوالله لا شيء يقاس بفقدها
فلا مثلها بالكون زوج يعادلُ
إليك إله الكون أماً حنونة
لها في دروب الخير دارٌ ومعقلُ
إليك إله الكون أختاً عزيزة
تروم بوصل الرحم لا يوم تهملُ
إليك إله الكون زوجاً وفية
وباسمةً في رقة تتفاءلُ
إليك إله الكون روحاً تجسدت
كأن ثمار الخير منها فسائلُ
فرحماك يا ربِّ ورفقاً بخالتي
فوسّع لها قبراً عليك التوكلُ
وأنزلها في روض يليق بطيبها
لتشرب من حوض الحبيب فتنهلُ
- شعر/ د. سالم بن محمد المالك