عثمان أبوبكر مالي
في مستهل الشهر المقبل تعلن هيئة الرياضة ـ كما هو مقرر ـ النتائج التي توصل إليها (فريق عمل توثيق بطولات الأندية السعودية) وهو الفريق الذي تم تكوينه من تشكيلة لم تجد القبول ولا القناعة في الوسط الرياضي، وعمل على مدى خمسة عشر شهرًا (فقط) من أجل توثيق بطولات الكرة السعودية، الموغلة في القدم، والبالغ عمرها نحو 60 عامًا؛ مع أن الفريق المكلف ليس (متفرغًا)، بل إن جميع أعضائه لهم اهتمامات وأعمال مختلفة وظهور في مجالات رياضية أخرى تجد منهم مساحة أكبر اهتمامًا ووقتًا(!!)
كالعادة لم يسلم الفريق بعد انتهاء عمله من (تسريب) معلومات عن النتائج التي توصل إليها (سواء بقصد أو من غير قصد) وجاء التسريب في (ملخص) لأهم أعماله وهو (جدول) يوثق بطولات كرة القدم التي (اعتمدها) الفريق، وتم تداوله في الوسط الرياضي على نطاق واسع جدًا.
الجدول المسرب إن صح أنه بالفعل (محصلة) عمل الفريق فهو يعني إضافة (كارثة) أخرى كبيرة لتلك التي تتحفنا بها بعض لجاننا الرياضية في الهيئة والاتحادات وبعض فرق عملها، التي تحدث ضجة ويكون لها انعكاسات سلبية على الوسط الرياضي ومدرجات الوعي في الأندية، وتسهم في تغذية (معاناة) الرياضة السعودية، وما ترزأ تحته من معوقات كبيرة تؤثر عليها وتعطل تقدمها وتطورها، فهي تخلق النزاعات وتضاعف الاحتقان وتغذي الكراهية وبغض الآخر رياضيًا!
المعلومات المسربة تقول: إن فريق التوثيق رصد (184) بطولة كرة قدم للأندية السعودية خلال عمر الرياضة السعودية البالغ قرابة 60 عامًا، وأن الفريق (اعتمد) للأندية الكبيرة بطولات الفارق فيها كبير جدًا بين ما هو مدون في سجلاتها (الرسمية) وما اعتمده التوثيق، وبشكل لا يَقبل، بل لا يصدق، وذلك لكل الأندية، والفارق وصل في بعضها إلى 20 بطولة، كما هو الحال للنادي الأهلي الذي يسجل مسؤولوه لفريقهم (51) بطولة، خفضها التوثيق (المسرب) إلى 31 بطولة، وبطولات نادي الاتحاد البالغة حسب سجلاته (47) بطولة خفضت إلى 30 بطولة، وبطولات النصر البالغة (41) بطولة أصبحت 23 بطولة ولم يسلم من الأندية الكبيرة سوى الهلال، إِذ هو الأقل تضررًا، فبطولاته البالغة (57) بطولة نقص منها ثلاث بطولات فقط، وكلامي كله عن (تسريب) ليس رسميًا وهو ما يجعلني أقول ومبكرًا إن صدق التسريب، فانقلوا عني أنها ستكون كارثة (تاريخية) من كوارث لجاننا الرياضية المبجلة.
كلام مشفر
- فريق (توثيق بطولات الأندية الرياضية) لم يجد عند تشكيلة لا القبول ولا القناعة ولم يستسغه كثيرون في الوسط الرياضي؛ خصوصًا المؤرخين والإعلاميين (كمجموعة عمل) للمهمة التي تصدوا لها، دون أن يقلل أو ينتقص هذا من أي أحد منهم كأشخاص.
- وكان المنتظر أن يقدم الفريق نفسه بشكل مختلف بنتائج ومحصلة العمل، حتى وإن كان هناك من انسحب قبل أن يبدأ العمل، ولا أعرف درجة الاستمرارية والتناغم في الأعضاء لكن هناك مؤشرات تقول إن أول الاعتراضات ستخرج من أعضاء في الفريق، والله أعلم.
- المضحك المبكي في (التسريبات) ليس في جدول البطولات فحسب وإنما في (الاعتراف) ببعض البطولات وحسابها وتجاهل بطولات أخرى قد تكون أهم منها وأكبر.
- على سبيل المثال (الدورة التصنيفية) التي أقيمت عام 1395هـ بهدف (توزيع) الأندية بين (ممتازة وأولى) تم اعتمادها تحت مسمى (كأس الدوري التصنيفي) ولعل تغيير واختراع المسمى جاء بهدف اعتماد الدورة كبطولة أقيمت مرة واحدة، وربما جاء الاعتماد لتجنب الاصطدام مع النصراويين لأهمية البطولة في تاريخ ناديهم..
- وعلى النقيض فإن بطولة (الدوري المشترك) التي أقيمت عام 1402هـ بمشاركة 20 فريقًا من الدرجتين الممتازة والأولى تم توزيعها على مجموعتين وأقيمت مباريات كل مجموعة بطريقة الدوري وكانت ولا تزال (أكبر بطولة دوري سعودي) في تاريخ الكرة السعودية لم يتم اعتمادها ولم تدرج، وآمل ألا يكون ذلك لأن نادي الاتحاد هو من حقق بطولتها؟!.
- المؤكد أن هناك عديدًا من التحفظات على (محصلة) الفريق والنتائج التي توصل إليها، وأيضًا الملاحظات المهمة، التي عندما تعرض كاملة قد تصل إلى (المغالطات) التاريخية، ويكون مصيرها (الرفض) الكامل من قبل المطلعين والمؤرخين الضالعين والإعلاميين أيضًا وبالتأكيد من قبل الجماهير الرياضية بمختلف انتماءاتها.
- أخيرًا أرى أن (الموعد) المقترح لإعلان النتائج سيئ جدًا، وأيًا كان العمل لن يجد القبول ولا الرضى من الأندية وجماهير الرياضة، وقد يؤدي إلى مزيد من الرفض والنزاعات والاحتقان والبغض والكراهية وكل هذا ضد مصلحة المنتخب في هذا التوقيت، إلا إذا كان التوقيت (مقصودًا) لاشغال الوسط الرياضي بعد أو بعد (أولمبياد ريو) والخيبة الكبيرة فيها!!