إبراهيم الطاسان
المسخ بالمفهوم الظاهر هو تغيير الصورة والهيئة - ويعبر عن التغيير بالمسخ إذا كان التغيير من درجة أعلى إلى درجة أدنى منزلة، وأقبح مظهراً وعملاً، ومعناه بالمفهوم المعنوي المسخ المعنوي هو أن يتطبع الممسوخ بطباع ما مسخ إليه، وأن بقى على هيئته وصورته ولكنه يمارس طبع مخلوقات أخرى. والواوي مثيل البغل، فالبغل ناتج تزاوج أتان وحصان أو العكس، فيأتي المولود «بغلا» يحمل صفات الحصان في القوة، وصفات الحمار في الطباع، فلا هو حمار يوصف بغباء الحمير، ولا حصان يوصف بأنه حصان. فيقال عنه «بغل» اجتمعت له القوة والغباء.. والواوي.. مثيل للبغل فما هو إلا ناتج تزاوج كلب حراسة الغنم، وكلب الصيد، وصفاتهم مختلفة، وطباعهم أيضا مختلفة. الكلب يتصف بالوفاء لصاحبه، وكلب الصيد يتصف بالسرعة والتعلم. والتزاوج بينهما يولد مولود يحمل صفات مغايرة لصفات الاثنين. ويتميز بالغباء والخوف فلا يتعلم حراسة الغنم، ويفقد خاصية السرعة فلا يصلح للصيد. فيقال: واوي لا يحرس ولا يخاوي. أي أنه بدون فائدة، فلا هو يحرس القطيع، ولا يخاوي صاحبه للخلاء لاصطياد الطرائد البرية. وحسن نصر الله حينما نسمعه وهو يهر، وراء زجاج مضاد داخل كوة محصنة بالرصاص كتحصين خزائن السبائك الذهبية في البنوك، ويتحرك كالجرذ، عبر أنفاق تحت الأرض، يخطر على البال الواوي، الذي يهر عند خيمة الراعي، فإذا عزمت عليه جرى ليختفي وراء أثاث خيمة راعي الغنم. الوهابية ليست بدعة، ولا مذلة ولا نقيصة ولا كفر بل هي محل ممارستنا، وفخرنا، وعنايتنا، لأنها أحيت فينا صحيح منهج أهل السنة والجماعة بعدما شاب حياتنا التعبدية من أخطاء الممارسات بيننا نحن سكان جزيرة العرب من أهل السنة على مذهب الإمام أحمد بن حنبل بحركة إصلاحية نقتها من البدع والخرافات على يد المصلح محمد بن عبد الوهاب. ولما لم يجد الواوي وغيره من أمثاله (واوية وبغال) في المنهج من نقيصة إلا أنها منسوبة لمحمد بن عبد الوهاب «بالوهابية» فنعم المنسوب والمنسوب إليه. وحاشاها من وهابية أن نشبهها بالخمينية، أو الخامنئية. والواوي يهر في كل حديث - التكفيريين والوهابيين - هر الواوي الذي إذا عزمت عليه هرب ليختبئ. لا يملك أدنى معلومة عن الوهابية التي كل ما جاء على ذكرها فقد السيطرة على زبابيد فمه كالثور في الساحات الإسبانية، وتنفرج مناخرة كما لو كان حمارا أفزعه الضبع. لا يعرف منها إلا أن اسمها الوهابية، ولا يعلم لماذا سميت باوهابية. وأستبعد أن يكون قرأ كتب شيخها لأنه مشغول بحمايات المراقد المقدسة، خاصة وأنها زاد عددها كمرقد الإرهابي «عماد مغنية» وغدا سيقام النصب على مرقد بشار الجحش، والإرهابي قاسم سليمان، والواوي مهمته حماية المراقد المقدسة، ولكنه في نهاية الأمر واوي لا يحرس ولا يخاوي.