علي الصحن
في كل مرة يتحفنا اتحاد الكرة وأعضاؤه بالجديد والغريب، وما يجعل المتابع الحريص على مستقبل رياضة بلده يلهج بالدعاء أن تنتهي فترة هذا الاتحاد، وأن يرحل بعد أن ساهم في تراجع الكرة السعودية، واستمرار خيباتها، وغيابها عن مشهد البطولات والإنجازات، وهو شيء مثبت بالأرقام والإحصائيات.
ما فعله عضوا الاتحاد عمر المهنا وعبداللطيف بخاري هذا الأسبوع، أجهز على بقايا الأمل الذي كان يحمله البعض تجاه هذا الاتحاد، وأنه سيصنع نهاية مثالية لفترة عمل شابها الكثير من الاختلاف والجدل والقصور في تنفيذ الأعمال المنوطة به، وما فعله رئيس لجنة الحكام بالذات ضرب الحياد من الخاصرة، وأعاد للأذهان تلك الصورة القاتمة التي كان يقدمها المهنا عندما كان حكماً في عدة مباريات للهلال، وجعل الهلاليين الحاليين يعيدون ما كان يطالب به أسلافهم وهو إبعاد الرجل، إن كان عاجزاً عن التعامل مع فريقهم كما يتعامل مع غيره، والمهنا نفسه يعرف أنه غير مرحب به من شريحة واسعة من الهلاليين، بسبب مواقف تاريخية ثابتة... اعتذر هو نفسه وبعظمة لسانه عن بعضها.
أربع سنوات مرت ولم يتعلم اتحاد الكرة للأسف، وفي كل مرة نقول لعلها الأخيرة، وما من فائدة... عضو فعال في الاتحاد ويعمل في نفس الوقت في ناد مهم ومنافس، وبطريقة تضرب كل التوصيات الإدارية بعدم تعارض المصالح وازدواجية المهام وتقاطع المسؤوليات، ومع ذلك لا يحرك الاتحاد ساكناً، وبدا أن الأمر لا يعنيه، ولا يعني كفاءته وحياديته وجودة عمله، حتى وهو يشاهد الشخص نفسه يحتفل مع ناديه ببطولة تحققت... (بعد غياب).
رئيس الاتحاد يرتدي شال فريقه المفضل أثناء تتويجه بالبطولة... (بعد غياب) في سابقة ربما يدخل بها التاريخ، ويجد من يدافع عنه ويلتمس له العذر، رغم أن ما فعله يخالف كل الأعراف التي تتطلب منه الحياد في العمل، والبعد عن كل ما يثير الشبهات فيه، حتى وإن كانت ميوله معروفة للجميع.
يتأسف اتحاد الكرة على تغريدة العضو بخاري ويقول إنه سيتخذ ما يلزم، لكنه يمر بسلام على حديث رئيس لجنة الحكام عن هدف الهلال في الباطن، وهدف النصر في مرمى النجوم، وتبريراته المضحكة بشأنها... فهل يؤيد اتحاد الكرة المهنا في كلامه، الذي يراه كثيرون تأليباً واضحاً من المهنا على الهلال، وتوجيهاً مبطناً للحكام ضده، متسائلين: هل يمكن أن يتحدث لو كان الأمر يخص غير الفريق الأزرق؟.
يتأسف اتحاد الكرة، ومع توالي الأخطاء يتساءل الشارع الرياضي: من أي بنك نصرف هذا الأسف، وما فائدة العبارات المطاطة التي تصدر من هنا وهناك، دون عمل فعلي، ودون حراك حقيقي يعيد الأمور إلى نصابها؟؟.
ما بدر من المهنا والبخاري لا يمكن قبوله لو صدر من بعض المتحدثين في البرامج الفضائية (الفاضية) الباحثة عن الإثارة الرخيصة، فكيف وهو يصدر من مسئولين مهمين في اتحاد الكرة.
للأسف يا اتحاد الكرة، هناك أمور لا فائدة من الأسف ولا حتى الأسى والحزن أمامها.
عندما يقول المتابعون (وش بقي ما ظهر) فالأمر لا يتطلب سوى إجراءات حازمة، وقرارات منصفة تعيد الأمور إلى نصابها الصحيح، أو لملمة ما بقي من أوراق والرحيل وإن لم ينته الأمد.
مراحل.. مراحل
- بعد جولة واحدة فقط بدأ الحديث عن الصدارة وطريقة حسمها ومن الأجدر بها، يأتي ذلك برعاية مباشرة من برامج فاشلة لا يمكن أن تثير هذه المواضيع لو أن فيها شخص يفهم في كرة القدم!!
- بعض الإعلاميين يعلمون أن العقلاء لا يمكن أن يتابعوا برامجهم... فيعمدون إلى نشر مقاطع مكررة لهم في وسائل التواصل الاجتماعي!! (يعني شوفة خيبتنا غصب).
- الاستديو التحليلي تخلى عن مهامه وأصبح أسيراً لهوى مذيع متعصب ومحلل يعتقد أنه الوحيد الذي يفهم في كرة القدم في هذا العالم... فخسر مشاهديه!!
- فريق الرائد تطور كثيراً من الناحية الفنية، وبدا واضحاً أنه يريد وضع حد للصورة الباهتة التي كان عليها خلال المواسم الماضية، يأتي ذلك في ظل التغيير الواسع الذي حدث في صفوفه، والعمل الجبار الذي تقوم به إدارته، بقيادة الخبير والمخلص عبدالعزيز التويجري.
- إعلاميو ذلك النادي يتسابقون للنيل من الهلال والتقليل من شأنه من أجل (الترزز) عند بعض الشرفيين والجماهير، التي تعرفهم وتعرف حقيقتهم من أيام المطنوخ!!
- إدارة الهلال يجب أن تكون شجاعة ضد عدد من اللاعبين الذين لم يعرفوا حتى الآن معنى اللعب لفريق كبير له جماهيريته وقيمته وتاريخه وإنجازاته.