جاء إقرار برنامج التحول الوطني لثلاث شركات وطنية في مجال التراث تأكيدًا على أهمية الشركات الاستثمارية الوطنية في تنفيذ مشاريع تأهيل المواقع والأنشطة التراثية واستثمارها اقتصاديًا وتحويلها إلى قطاع منتج، وتتويجًا للجهود التي بذلتها الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في الإعداد لتأسيس هذه الشركات.
وتأتي هذه الشركات في إطار مرحلة جديدة من دعم الدولة واهتمامها بالاستثمار في مواقع التراث العمراني ترسيخًا لأهميتها في الذاكرة الوطنية، ولتحويلها إلى قطاع اقتصادي منتج.
ثلاث شركات جديدة
اهتم برنامج التحول الوطني بمجال الاستثمار في التراث الوطني، حيث انبثقت من مبادرة برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري للمملكة الذي أقره برنامج التحول الوطني في مرحلته الأولى ثلاث شركات تشرف عليها الهيئة وتعمل وفق منهجية تجارية وتنموية تكفل الارتقاء بالخدمات المقدمة وتحقيق عوائد مجزية للحرفيين والمجتمعات المحلية المحيطة بالمواقع المراد تطويرها، وهذه الشركات هي:
1- (الشركة السعودية لتشغيل المواقع التراثية) التي تختص بتشغيل وصيانة المواقع التراثية بالمملكة.
2- (شركة ترميم المباني التراثية) التي تعمل على إعادة وتأهيل المباني التراثية، وستتخصص في تسجيل المباني التراثية وتأمين موظفين متخصصين وتدريبهم للعمل على إعادة وتأهيل المباني التراثية بجودة عالية.
3- (الشركة السعودية للحرف والصناعات اليدوية) التي تتولى دعم وتطوير جودة منتجات الحرف والصناعات اليدوية بمناطق المملكة، والقيام بجميع الأعمال والأنشطة الأساسية والوسيطة والمكملة اللازمة لتنفيذ أوجه النشاط المختلفة التي تتفق مع غرض الشركة، وقد أقر البرنامج دعم الشركة بمبلغ 220 مليون ريال.
وتنوي الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني تطوير علامة تجارية «راقية» للحرف والصناعات اليدوية ذات الجودة العالية، ضمن مبادرة إنشاء الشركة السعودية للحرف والصناعات اليدوية التي اعتمدها مجلس الوزراء ضمن برنامج التحول الوطني 2020.
وتهدف الشركة إلى المحافظة على مهارات الحرف والصناعات اليدوية الوطنية لتوفير الدخل للمجتمعات المحلية، وتحقيق موازنة التنمية، والحد من الهجرة من القرى، وتوسيع سوق الحرف وجعله سوقًا مربحة ذات قيمة مضافة للاقتصاد الوطني.
وستدعم الشركة الحرفيين التقليديين المحليين عبر تزويدهم بتصاميم راقية مختارة والمواد الأولية والأدوات والتدريب ومراقبة الجودة.
شركة الضيافة التراثية
وتمثل «الشركة السعودية للضيافة التراثية» باكورة الشركات الاستثمارية الوطنية في مجال التراث.
وقد تم إطلاق الشركة برأس مال (250.000.000) ريال، من خلال حفل توقيع عقد التأسيس برعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني (الأحد 12 ربيع الآخر 1436هـ) في المتحف الوطني بالرياض، بحضور عدد من الوزراء وأمناء المناطق، وأعضاء مجلس إدارة الهيئة.
ويتوزع رأس مال الشركة البالغ (250.000.000 ريال) على المساهمين المؤسسين وهم: (صندوق الاستثمارات العامة، شركة طيبة القابضة، شركة دور للضيافة، شركة الطيار للتطوير والاستثمار السياحي والعقاري، شركة الرياض للتعمير، شركة جدة للتنمية والتطوير العمراني، إضافة إلى مشاركة الدولة في تأسيس الشركة بقرار مجلس الوزراء رقم (93) بتاريخ 1-4-1434هـ.
ويعد فندق سمحان التراثي الذي تفضل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله ورعاه- بوضع حجر أساسه لدى رعايته - أيده الله- حفل افتتاح حي البجيري بالدرعية التاريخية الخميس (20 جمادى الآخرة 1436هـ) باكورة مشاريع الشركة السعودية للفنادق والضيافة التراثية، وأحد المشاريع المهمة لبرنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري.
ووقعت الهيئة عقد تأجير موقع حي سمحان للشركة لمدة تصل إلى أربعين عامًا تبدأ اعتبارا من تاريخ 16-11-1436هـ الموافق 31-8-2015م.
وتقدر مساحة الأرض التي سيتم تطويرها لإقامة الفندق التراثي عليها بأكثر من 14.000 متر مربع.
وقد أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني خلال كلمته في حفل تأسيس الشركة السعودية للفنادق والضيافة التراثية أن الشركة تأتي في إطار اهتمام الدولة باستثمار وتنمية التراث الحضاري الوطني وأحد مشاريعه المهمة التي تؤسس للتوسع والتطور في الاستثمار السياحي بمشاركة الدولة، والانطلاق في تأسيس الشركات وإطلاق المبادرات التي ستسهم في إحداث نقلة نوعية في السياحة الوطنية، وذلك ضمن مسارات التطوير السياحي التي بدأتها الهيئة بتنفيذ استراتيجية السياحة الوطنية التي أقرتها الدولة. مجددًا سموه التأكيد على حرص الهيئة من خلال مشاريع التراث العمراني في كافة مناطق المملكة على إخراج التاريخ الوطني من الكتب إلى المواقع التي احتضنت هذا التاريخ حتى يتمكن المواطن من أن يعيش التجربة حية في مواقع التراث الوطني ويرتبط بتاريخ بلاده وملحمة تأسيس هذه البلاد ووحدتها.
وتابع: «نحن نستشرف في عصر جديد أن نحول الاستثمار في التراث الوطني إلى استثمارات تغطي مسارات أخرى تصب جميعها في تحقيق الفائدة الاقتصادية للمواطنين والمستثمرين وأيضا تحقق فرص العمل، والتنمية الاقتصادية في المناطق».
وقال سموه بأن الشركة ستنتقل في مرحلة لاحقة إلى فتح المساهمة العامة كما ستقوم بتأسيس شركات فرعية تراعي مساهمة المستثمرين المحليين في كل مشروع تثبت جدواه، حيث سيتم بإذن الله إنشاء الفنادق والنزل التراثية وستقدم منتجات جديدة في جميع أنحاء المملكة.
شركة متخصصة للاستثمار التراثي بالقصيم
وتجري حاليًا مراحل الإعداد لإطلاق شركة متخصصة في الاستثمار السياحي والتراثي في منطقة القصيم.
وجاء إنشاء الشركة بمبادرة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في اللقاء الذي عقده بحضور صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن مشعل بن سعود بن عبد العزيز أمير منطقة القصيم رئيس مجلس التنمية السياحية بالمنطقة، برجال الأعمال في منطقة القصيم وذلك على هامش ملتقى التراث العمراني الخامس الذي أقيم في القصيم في شهر صفر الماضي.
وقد شُكلت لجنة بموافقة سمو رئيس هيئة السياحة والتراث لوطني وسمو أمير منطقة القصيم بهدف وضع دراسة وتصور حول إنشاء الشركة، ويجري حاليا عمل النموذج الاستثماري المناسب للبدء بالدراسات المطلوبة والانتهاء منها في 3 شهور.
وأوضح مدير عام فرع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بمنطقة القصيم إبراهيم بن علي المشيقح إلى أن الشركة تستهدف رجال الأعمال بالقصيم لإنشاء شركة تخدم المنطقة وتكون رافدًا اقتصاديًا ووطنيًا ولإيجاد فرص استثمارية ووظيفية تستهدف المجتمع المحلي وتتكامل مع المشاريع السياحية والتراثية، وأشار المشيقح إلى أنه سيتم الرفع لأمير المنطقة بالنموذج الاستثماري للشركة ومجالات استثماراتها المقترحة لمخاطبة الغرف التجارية بالمنطقة والعمل على تكاتف الجهود لدعوة رجال الأعمال للمساهمة بتأسيس الشركة، والعمل مع الجهات الحكومية لتقديم مزايا نسبية للشركة من تخصيص مواقع وتقديم التسهيلات اللازمة لبدء اطلاقها وتسجيلها رسمياً لممارسة أنشطتها.