محمد بن يحيى القحطاني
ليسمح لي كافة الذين ينظرون لفعالياتنا بنظرة «دونية»وانتقادات مستمرة وكافة رضع الترفيه من هوليوود وسكن في والت ديزني، وهو لم يتحرك بفكره قيد أنملة.
مشكلتنا، أننا نصفق ونهلل ونعجب بكل فعالية تأتينا من الخارج، بينما سهام النقد والتأفف تلتهب عند أول محاولة «جادة» لبث روح الفكاهة والدعابة.
أتحدث عن الجدل «السقيم» الذي خلّفه مشهد آباء يمارسون الرضاعة أمام جمع من الأطفال، ولو كنت موجودًا لقبّلت رأس كل واحد فيهم تقديرًا لتنازله عن «برجه العاجي» حتى يسهم في إسعاد وابتسامة عشرات الأطفال الحاضرين، هؤلاء فعلوا أشياء «إيجابية» يخجل أغلبنا من فعلها أمام الملأ.
في المقابل، هناك مهرجانات عالمية تحاكي نفس الفكرة، بل بطرق «مخجلة»، لكننا نتحدث عنها في مجالسنا وإعلامنا بكثير من الإعجاب، بداعي أن هذه الشعوب «متحضرة»، وتحاول إسعاد نفسها بكل الطرق والإمكانات، لكننا «قساة» جدًا مع أنفسنا وأبناء جلدتنا، كيف لا، ونحن شعب يتمتع بـ»خصوصية» عجيبة.
الزملاء في mbc أفردوا للحدث «أعلاه» كثيرًا من وقتهم ووقت المشاهد، وهو تصرف أراه «أرعن» وكأن هذه الفقرة التي أوردوها في نشرة التاسعة، لم ترق لمستواهم و«برستيج» رئيس تحرير الأخبار هناك، أو المذيع أو المذيعة اللذين بان على وجهيهما حالة من الـ«تقزز»، ونعتذر لهما عن خدش ذائقتيهما الرفيعة.
في ذات النشرة، تورد القناة مهرجانا يحمل فيه الأزواج زوجاتهم، لكنهم تطرقوا لهذا المهرجان بكثير من الارتياح، كونه خارج حدود الوطن، وربما يرون فيه حالة إنسانية تستدعي الاحترام والتقدير، بينما مهرجان تجربة رضاعة الآباء في السعودية مدعاة للسخرية.
هذه النظرة الدونية لهكذا فعاليات، يجب أن نتجاوزها، وعدم التعرض لها بالنقد، واتركوا عنكم النظر للآخرين بإعجاب
«ممجوج»، بينما تمارسون بطولاتكم على جهود الآخرين «هنا».. افعلوا مثلهم أو اسكتوا.