د. محمد عبدالله الخازم
أعلنت جامعة الملك خالد تأسيس جمعية المعلم - جسم - وبعد المقدمات اكتشفنا أنها مجرد جمعية علمية تابعة لكلية التربية، استخدم لها اسم مغاير لجمعيات مماثلة، ولا تمثل المعلمين كما يتبادر إلى الذهن عند قراءة مسمّاها، من كونهم يمثلون جمعيتها العمومية وينتخبون مجلس إدارتها بالكامل ويضعون أجندتها.
الجمعيات العلمية تؤسسها الأقسام الأكاديمية بالجامعات ، رئيسها وثلث أعضاء مجلس إدارتها من القسم الأكاديمي الذي تولى إنشاءها. نشاطاتها لا تتجاوز النشاطات العلمية الروتينية مثل عقد ندوة أو نشر مجلة أو نشرة متخصصة، وليس لها أية مسؤوليات مهنية في مجالها. بمعنى آخر؛ هي معنية بتحقيق طموحات الأكاديمي أستاذ الجامعة وليس المهني العامل في الميدان. سبق أن كتبت، ولا زلت أرى أن نظام الجمعيات العلمية، يعتبر السهم الذي استخدم لقتل مؤسسات المجتمع المدني المهنية، فأمام العالم نحن لدينا جمعيات متخصصة، لكن الحقيقة أنها لا تمثل جميع المتخصصين والمهن في مجالها، وجمعياتها العمومية صورية باعتبار مجلسها لا ينتخب بشكل حر من جميع الأعضاء.
تتسابق الأقسام الأكاديمية والجامعات إلى تأسيس الجمعيات العلمية ومن ثم احتكار بقاءها للأبد لديها. بعض الأقسام تؤسس جمعيات بناءً على حماس شخص أو شخصين فقط، وبعضها وصلت مستوى متدنياً من الأداء ولم يستطع أعضاؤها انتشالها بسبب سيطرة قسم أكاديمي واحد عليها. بل وبرز مؤخراً محاولة التلاعب بالألفاظ والمسميات والتفريعات حتى تتمكن الجامعة من تأسيس جمعية يوجد لها شبيه في جامعة أخرى. كما نلاحظ في جمعية المعلم التي استخدمت اسم المعلم بدلاً من التربوية لأنه توجد جمعية بمسمّى الجمعية التربوية. منطقهم بأنه لهم الحق بأن يكون لهم الجمعية التي يسيطرون على مجلس إدارتها ويمنحون جامعتهم برستيج استضافتها، طالما الجمعية المماثلة في الجامعة الأخرى تحرمهم هذا الحق وفق نظام الجمعيات العلمية..
أعود إلى جمعية المعلم، فأسأل كيف تسمّى جمعية المعلم وهو لم يشارك في تأسيسها و في اختيار ممثليه فيها، وليس لها علاقة بهمومه المهنية والعملية والتطويرية؟ من منح جامعة الملك خالد الحق لتمثيل المعلمين والتحدث باسمهم وتكوين جمعية باسمهم؟ لماذا لا تؤسس جمعية المعلمين عن طريق المعلمين أو إدارتهم التعليمية، وليس عن طريق كلية تربية لا تمثل بقية كليات التربية ولا تمثل المعلمين ولا تمثل إدارات التعليم ولا تمثل الوزارة؟ لماذا لا نسم الأشياء بأسمائها فتكون جمعية جامعة الملك خالد التربوية العلمية، بدلاً من منحها صفة الوطنية وهي لا تمثل معلمي الوطن؟
موضوع جمعية المعلم مجرد مفتاح أو مثال من خلاله بمراجعة نظام الجمعيات العلمية بتحريرها من سيطرة الأقسام الأكاديمية بالجامعات وتحويلها إلى جمعيات مهنية لجميع أرباب المهنة أو التخصص وليس مجرد جمعيات أكاديمية.