علي عبدالله المفضي
يرى بعض الشعراء أن الشاعر كلما طالت فترة انقطاعه عن الشعر صعبت عودته إليه، وعليه فإن الاستمرار في الكتابة يولّد الكتابة، ككل مهنة او هواية، و هناك من يرى ان الشعر لاعلاقة له باللياقة فقد تجيء القصيدة بعد مضي عام أو أكثرعلى آخر كتابة وقد تجيء بعد يوم واحد من كتابة آخر قصيدة فأجمل ما في الشعر مفاجأته لكاتبه
وعلى رأي من يقول إن القصيدة هي التي تجيء في الوقت الذي تحدده هي فإن الشاعر الذي يذهب إلى منازل الشعر ويطرق ابوابها قد لا يظفر بما يحلم به من عطايا الشعر، والسؤال الذي يطرح نفسه في هذا السياق هل الاستمرار في الكتابة بشكل شبه يومي يضعف القصيدة ويستهلك الابداع على أساس أن القصيدة التي لا تحمل فكرة أو رؤية جديدة تناولا مبتكرا هي مجرد (رصف كلمات) أوكما نقول في الشعبي (مقادا حكي) .
ولنا أن نسأل: هل من المستحيل ان يجتمع الابداع وكثرة الكتابة اذا توافرت القدرة على الجمع بينهما لدى شاعر متمكن يفاجئ نفسه ومتلقيه في كل نص يكتبه أنه روضة من الابداع والجمال، وبالمقابل: هل حبس الشعر مدعاة لصهر الشعور والخروج بقصيدة ناضجة تبهج كاتبها وتدهش متلقيها وتكتسب خاصية الخلود والبقاء.
وقفة
احترق لك شوق وانتظرك ليالي
وانت مافكرت يانسّاي فيني
دالهٍ عني مريح البال خالي
ماسهرت الليل مثلي تحتريني