«الجزيرة» - علي الصحن:
رسمت إدارة نادي الهلال واحدة من أفضل لوحات الوفاء في تاريخ النادي، وحققت واحداً من أهم مطالب الهلاليين خلال السنوات الماضية، واختارت أن تُخلد أسماء هلالية بارزة في الذاكرة الزرقاء، بعد أن نُقشت تلك الأسماء بأعمالها وجهودها التي جعلتها محل تقدير الرياضيين أجمع وليس الهلاليين فقط.
الأمراء عبد الله بن ناصر وتركي بن سلطان والشيخ عبد الرحمن بن سعيد وقبلهم الأميران هذلول بن عبد العزيز وعبد الله بن سعد ليسوا مجرد أسماء في تاريخ الهلال، بل تاريخ محفور في هذا التاريخ الحافل، وهذه الأسماء الخالدة كان يحفظ لها الهلاليون الكثير، ويتذكرون أعمالها وجهودها ووقفاتها ودعمها للكيان الكبير، ويحفظون لها مساحات فعالة في بناء ناد أصبح له مكان الصدارة محلياً وإقليمياً وقارياً.
تستحق إدارة نادي الهلال برئاسة الأمير نواف بن سعد الشكر والثناء والتقدير، على قرارها التاريخي، وقد سجلت أول إنجازاتها الفعلية هذا الموسم، فليس هناك ما هو أجمل من الوفاء لأهل الوفاء، وليس هناك ما هو أجمل من حفظ أسماء رجال يستحقون الحفظ والتقدير وجعلهم في صدارة المشهد أمام الأجيال الجديدة، التي ربما سمعت بأسمائهم، لكنها تجهل ما قدموه للهلال في بواكير سنواته.
بقي مقترح بسيط نضعه تحت نظر سمو رئيس نادي الهلال، ولا أخاله يجهله، وهو أهمية تخليد شخصية هلالية أدبية ثقافية بارزة، الشاعر الأديب إبراهيم خفاجي الذي عمل في الهلال سنوات خلت، وهو صاحب النشيد الوطني الخالد (سارعي للمجد والعلياء)، وقائل جملة من الأناشيد الوطنية الباقية في الذاكرة، وعلى الصعيد الرياضي، هو صاحب أشهر بيت شعر في تاريخ الرياضة السعودية، البيت التي تردد الأجيال الهلالية تلو الأجيال:
(إذا لعب الهلال فخبروني... فإنَّ الفن منبعه الهلال)
ولو لم يقل الشعراء في الهلال إلا هذا البيت لكفاه، وإعطاءه قيمته ووفاه، وهو بيت شهير من قصيدة نَسجها الخفاجي بالذهب عوضاً عن المداد! فهل تبادر إدارة الهلال إلى تسمية أحد صالات النادي ذات الصلة بالطابع الثقافي بإسم الخفاجي... هذا ما ينتظره الهلاليون عامة... والمثقفون خاصة.