عبدالحفيظ الشمري
الركن الخامس «الحج» هو الشعيرة الدينية التي يشترك بها الجميع، وتنضوي تحت لوائها الكثير من القيم والمعاني الإنسانية المعبرة؛ ابتداء من تلبية نداء الخالق سبحانه وتعالى إلى كون الحج مناسبة للتضامن الإسلامي الذي يعد حالة إنسانية فريدة تشد الأنظار إليها في كل عام.
وبما أن فريضة الحج تتكامل وتتفاعل ويكتمل نسكها على أرض مكة المكرمة، وفي المشاعر المقدسة على ثراها، فإن هذا الحشد المهيب يتطلب الكثير من الجهود والعطاء الذي يسبقها العديد من الخطط والاستراتيجيات التي تسهل للحجاج أداء نسكهم بيسر وسهولة، لذلك فإن الحج يتطلب الكثير من القدرات البشرية التي تعمل بجد واجتهاد خدمة لهؤلاء الضيوف الذين قدموا من كل مكان من الأرض تلبية للنداء.
فأعمال الحج هذا العام وفي كل عام كثيرة ومختلفة ومن أبرزها وأهمها هو «العمل التطوعي» الذي يعد هو الخطوة الرئيسية في المساعدة على تلبية احتياجات خطط الحج وبرامجه، وما يترتب عليها من فعاليات وأعمال ميدانية تسهم في إنجاح رسالة العمل الإنساني خدمة لضيوف الرحمن في هذه الأيام المباركة ولا سيما في ذروتها؛ أيام التروية وعرفات والتشريق بما فيها من نسك وشعائر مهمة وضرورية للحاج.
ويتطلب في هذه الأيام المباركة أن يكون العمل التطوعي متواجدا في أكثر من مكان، حيث يتطلب توجيه هؤلاء المتطوعين إلى أماكن تشهد إقبالا وزحاما هائلا كما هو معتاد، ويكون لهم دور واضح وأساسي في توجيه الحجاج إلى ما يريدون وفق خطط تسهم في الاستفادة من جهود هؤلاء الشباب الذين تطوعوا في أكثر من جهة، خدمة لهذه الشعيرة وتلبية لنداء الواجب الوطني، من أجل نجاح هذه المناسبة وتحقيق أهدافها، ويعود هؤلاء الحجاج إلى بلادهم وقد سجلوا الكثير من المواقف الإيجابية عن مكة المكرمة وأهلها، ومدى ما قدموه من جهود خدمتهم للحجاج منذ وصولهم إلى الأماكن المقدسة حتى رحيلهم.
فمن المهم والحيوي أن يخضع هؤلاء المتطوعون إلى دورات تدريبية في جميع المجالات التي تحتاجها هذه المناسبة، لا سيما في الجانب الأمني.. على نحو مهام الشرطة والمرور والدفاع المدني، إضافة إلى الجوانب التنظيمية الأخرى كالنقل والمواصلات والطوافة وتفويج الحجاج، وذلك منعا للتكدس، والزحام، والسعي إلى فك الاختناقات المرورية، فيتطلب هذا الأمر أن تكون هناك فرق عديدة من المتطوعين؛ يسهمون في جهودهم مع هذه الجهات.
وقد سبق وأن حقق العمل التطوعي في أيام الحج أهدافه المرجوة، حيث أسهم الكثير من هؤلاء ولله الحمد في خدمة الحجاج في مختلف المجالات، وقد نذكر أن البدايات الجيدة والجهود الأولى في التطوع أنها كانت لشباب الكشافة أو الجوالة من مختلف مناطق الوطن، فباتت تجربتهم هي النواة الأولى لانطلاق حملات العمل التطوعي في هذه المناسبة العظيمة في كل عام.