المزاحمية - محمد الثاقب:
يعاني سوق البلدية في حي الأندلس وسط محافظة المزاحمية (35 كيلو مترًا) غربي العاصمة، من عدم توفر دورات مياه لمرتادي السوق وزواره ومن أصحاب المحلات التجارية داخل السوق، وكذلك عدم وجود تكييف، الأمر الذي تسبب في نوفر كثير من الأهالي من ارتياده على الرغم من كونه الأكبر على مستوى المحافظة.
«الجزيرة» تجولت في سوق البلدية في المزاحمية والتقت عددًا من مرتاديه الذين عبروا عن استيائهم الشديد من ضعف الخدمات، ملقين اللائمة على البلدية التي بدورها دافعت عن نفسها على لسان رئيسها مطلق الحثلان، محملاً المقاول مشكلة تأخر الانتهاء من بناء دورات المياه التي تخدم السوق، مؤكدًا أنه تم على إثر ذلك إنذار المقاول بعد تعثر المشروع، وسوف يتم التعاقد مع مقاول آخر لبدء العمل فيه بالقريب العاجل.
جانب من داخل سوق البلدية في المزاحمية
بداية تحدث لنا محمد حسن ـ أحد العاملين في السوق ـ عن المشكلات التي يعاني منها سوق البلدية في المزاحمية، التي على رأسها ضعف الخدمات. وقال: «نعاني من عدم وجود دورات مياه، وانتشار الروائح الكريهة بسبب قلة التهوية».
وتابع قائلاً: «السوق يشهد ازدحامًا شديدًا خصوصًا في المواسم كونه الأكبر على مستوى المحافظة، لكن من المخجل بمكان أن يجد الكثير من الزائرين وخصوصًا الذين يأتون من خارج المحافظة ليشاهدوا هذا الوضع ومنظرًا غير الحضاري من عدم توفر دوريات مياه وعدم وجود كراسي للانتظار، كما أن السوق غير مكيف في ظل هذه الحرارة الشديدة ويزيد الطين بلة أنه مغلق مع ضعف التهوية.
الوضع غير لائق
فيما يقول محمد القحطاني 65 سنة مصاب بمرض السكري: أعاني من عدم وجود دورات مياه في السوق عندما أحضر مع الأولاد للتسوق، إلا أنه قال: لقد كان في السابق هناك دورات مياه رديئة من ناحية مستوى النظافة، وأثناء تطوير وتأهيل السوق قبل خمس سنوات تمت إزالتها ووضع مكانها محلات تجارية، ووجود دورات مياه أمر ضروري، شريطة الاهتمام بها من قبل البلدية، سواء من حيث النظافة أو الصيانة الدورية وتوفير المياه.
وأبدي فهد التميمي ـ من رواد السوق ـ أسفه الشديد لذلك قائلاً: لا نعلم إلى أين يذهب من يحتاجون قضاء حوائجهم من الباعة والمتسوقين!، خاصة إذا كانت منازلهم بعيدة، أو من هم من خارج المحافظة، فمن غير اللائق أن يتعرض الزائر لهذه المعاناة.
عشوائية وسوء تنظيم
وانتقد إبراهيم السياري من سكان المحافظة تأخر البلدية في تنفيذ مشروع دورات المياه، وضعف الخدمات المقدمة للمتسوقين، موضحًا أن البلدية تحصل على إيرادات من السوق وتتعامل مع أكثر من 90 مستأجرًا. وأن السوق يعاني من العشوائية وسوء التنظيم بسبب وجود البسطات في مدخل السوق والممرات مما سبب تزاحم بين المتسوقين والزائرين. «المتسوق والزائر يتطلع إلى ما تقدمه هذه الأسواق التجارية من خدمات للمتسوق تلبي رغباته».
لا تكييف ولا تهوية
وفي السياق ذاته يقول محمد العتيبي ـ متسوق ـ أن التسوق مع الأهل يتحول في بعض الأحيان إلى أزمة إذا احتاجوا لدورة مياه، وهو احتياج وارد جدًا خاصة مع وجود أطفال وكبار سن، ولضرورة الحاجة وغياب الخدمة نضطر في الغالب إلى إنهاء التسوق والعودة إلى المنزل فورًا. وأضاف: «على الرغم من أن المحافظة تعيش نهضة اقتصادية غير مسبوقة حيث تم أخيرًا افتتاح عديدًا من المراكز التجارية المغلقة والمكيفة، إلا أن هذا السوق لم يوفر أبسط حاجات الباعة والمتسوقين سواء من دورات مياه أو تكييف أو مقاعد انتظار، ونأمل من المسؤولين إعادة النظر في توفير الخدمات لأكبر أسواق المحافظة».
الوضع مخجل
وطالب عديد من الأهالي خصوصًا الباعة والمتسوقين بسرعة إنجاز مشروع دورات المياه المتعثر منذ عامين والعمل على إصلاح هذه الأماكن للمصلحة العامة بتوفير مكيفات ومقاعد انتظار وتنظيم العشوائيات الموجودة في ممرات السوق، مؤكدين أن المحافظة أصبحت مقصدًا لكثير من الزوار ومن المخجل أن تجد نقصًا في بعض الخدمات الأساسية.
تعثر المقاول
ومن جهته أوضح رئيس بلدية محافظة المزاحمية مطلق الحثلان، أن البلدية حريصة على تطوير جميع المرافق الخدمية بما فيها سوق البلدية الحيوي وتعمل على إنشاء أسواق تجارية نسائية في عدد من أحياء المحافظة وتشجع على إنشاء المجمعات التجارية (المولات المغلقة) لجذب المتسوقين والعمل على تلبية رغباتهم، مبيننا أن سبب توقف مشروع دورات المياه هو تعثر المقاول وقد تم إنذاره، وسوف يتم التعاقد مع مقاول آخر لبدء العمل في المشروع في القريب العاجل.
ويقول الحثلان: «إن العمل قد بدأ في السوق المغلق الواقع خلف سوق البلدية من جهة الجنوب لإكمال ما يحتاج من أعمال إنشائية وديكورية».
وتابع: «إن البلدية وبجهودها الذاتية بدأت في تحديد مواقع المكيفات وتركيب التوصيلات الكهربائية الخاصة بها إضافة إلى تزويد السوق من الداخل والخارج بكاميرات مراقبة.
وأشار رئيس بلدية المزاحمية إلى أن الفرق الميدانية للبلدية قامت بإنذار أصحاب المحال التجارية التي تقوم بعرض بضاعتها خارج المحل، مؤكدًا بأن الجولات الميدانية مستمرة لمراقبة المخالفين واتخاذ الإجراءات النظامية بحقهم، وأن البلدية ستقوم بإزالة البسطات من مداخل وممرات وساحات السوق وعمل أكثر من 20 كشكًا مجهزًا بجميع الخدمات الأساسية لأصحاب البسطات.