جاسر عبدالعزيز الجاسر
يوماً بعد آخر تؤكد حكومة بغداد بأن مرجعيتها تقبع في طهران، فبعد مطالبة معقل ملالي إيران بإبعاد السفير السعودي في العراق حتى تخلو الساحة العراقية للصفويين في عاصمة العباسيين سارعت حكومة العبادي بالانصياع للأوامر الصادرة لها من طهران، إذ تريد وزارة الجعفري استبدال السفير ناصر السبهان الذي ضايقت تحركاته ونشاطه -الذي يجب أن يتوازن مع ثقل الدولة التي يمثلها- الصفويين، فأطلقوا أولى إشارات من ضيقهم من نشاط السفير السبهان من قبل مجلس الشورى الإيراني في طهران من خلال مطالبة أكثر من نائب إيراني بإبعاد السفير السعودي، لتبقى بغداد حكراً على ممثلي ملالي إيران من سفراء وجواسيس وجنرالات الحرس الثوري، وبعد استقبال إبراهيم جعفري لنظيره وزير خارجية نظام بشار الأسد تجرأ جعفري على ارتكاب حماقة دبلوماسية بطلبه استبدال السفير السعودي في بغداد، وكأن نظيره المعلم قد أوصى له بهذه الفكرة معززاً طلب سيدهم القابع في طهران، والذريعة التي يقف خلفها إبراهيم جعفري والتي كشف عنها الناطق باسمه المدعو أحمد جمال هو «ادعاء» السفير السعودي عن وجود مخطط لاغتياله في بغداد وتقف خلفه بعض المليشيات.
أحمد جمال وقبله إبراهيم جعفري يعرفان أن ما ذكره السفير السعودي حقيقة أكدتها أقوال وتصريحات قائد مليشيات أبو الفضل العباس، والذي نقل تصريحاته المسجلة عبر محطة تلفزيونية عراقية رسمية، وأن تلك الأقوال وعبر محطة تلفزيونية رسمية لا تحتاج إلى تقديم أدلة أو وثائق، فالناطق أحمد جمال بوصفه يتابع الأقوال والتصريحات التي تهم «سمعة» العراق ودبلوماسيته وكذلك وزيره إبراهيم جعفري، لابد وأن أبلغا بتصريحات المدعو خفاجي كبير إرهابيي مليشيات أبو الفضل العباس، ولابد أن تلك التصريحات والأقوال قد عرضت على الوزير وناطقه الإعلامي بعد أن سجلت وأعيد سماعها لنيل «شرف» المشاركة في وضع مخطط الإرهاب، فالقول نقل وبث عبر محطة تلفزيون رسمية عراقية، فهل تحتاج خارجية جعفري إلى دليل أكثر وتوثيق أكبر من هذا وهو يصدر من أحد قادة المليشيات التي تشكل جزءاً في الجسم العسكري الرسمي لدولة عراق الاحتلال؟!.
جعفري وزمرته الذين يديرون الخارجية العراقية ويقودون العراق إلى قطيعة مع الدول العربية التي تعارض اختطاف العراق من قبل الصفويين والطارئين الذين لا ينتمون للعراق سوى عبر جيلين فقط، ما هم سوى صدى لما يجري في طهران، وهم ينفذون ما يصدر لهم، فبعد مطالبة ملالي إيران سواء عبر شورى ملالي أو إعلامهم بإبعاد السفير السعودي يسارع جعفري إلى تنفيذ طلبهم مستبدلاً الوجود الدبلوماسي السعودي بالوجود السوري الذي يديره نظامه الذي عزله كل العرب، والهدف هو تفريغ بغداد من أي وجود عربي يساعد على تنقيه سماء بغداد من الطائفيين والصفويين، فليس مستغرباً أن تصدر مطالبات من خارجية الطائفيين باستبدال السفير السعودي يوم وجود وزير خارجية بشار في بغداد، فتآلف خدم ملالي إيران واتفاقهم على إبعاد الشرفاء من بغداد يسير ضمن أجندات الملالي الساعية إلى تفريغ العواصم العربية حتى يملأها الصفويون وعملاؤهم.