محمد آل الشيخ
يقول عثمان بن بشر مؤرِّخ نجد في كتابه (عنوان المجد في تاريخ نجد) ما نصه: (وفي هذه السنة - (يعني سنة 1237) - قدم حسين بك أبو ظاهر من المدينة ومعه نحو ثمانمائة فارس من الترك ونزل الرس وأظهر «التنسك» والطاعة، وذلك لما علم أنّ أهل نجد يحبون من فعل ذلك، وإنما فعله ليستميلهم إليه حتى يُمسك حصون البلدان فيفعل كفعل حسين وابوش، وقال للناس: إنما جئت لأقاتل البدو حتى يؤدوا الزكاة وأرد المظالم على الحضر ولا أريد إلا الزكاة.
ثم كتب للعساكر في ثرمدا أن يطلقوا المحابيس الذي عندهم وهم الذين أمسكهم حسين ابوش وجعلوهم في ذلك القصر فأطلقوهم وخلوا سبيلهم ، وأغار عليهم أناس من بوادي عنزة وأخذهم، ووفد عليه أهل القصيم وأطاعوا له، ثم رحل من الرس إلى عنيزة ورئيسها يومئذ داعية الترك «عبدالله الجمعي» فقام معه، ثم وفد عليه صاحب المجمعة، وصاحب جلاجل، وأكثر رؤساء البلدان، فأرسل خيلا نحو ثمانين فارساً من الترك مع «موسى كاشف» والسائر بهم عبدالله الجمعي المذكور فنزلوا قصر المجمعة، وأقبلوا في سدير وأدبروا وأرادوا من أهله دراهم وطعاماً فأعطوهم شيئاً قليلاً؛ ثم تزايد أمرهم بالأخذ والظلم، فامتنع عليهم بعض بلدان سدير، فلما علموا أنهم لم يدركوا مقصودهم، وثبوا على اثنين من رؤساء المجمعة، وقتلوهم وهم «حمد بن ناصر بن جعوان» و«إبراهيم بن حمد العسكر»، وقتلوا معهم رجالاً من خدمهم. ثم ساروا في سدير، فلم يدركوا إلا أمير بلد الجنوبية وقتلوه.
فلما كان في آخر رجب ركب العسكر الذين في المجمعة وتركوا منهم في القصر حُفَّاظا، فساروا غزاة على السهول ، فأغاروا عليهم، فنهض عليهم السهول من البيوت، ووقع بينهم قتال شديد، وقتلوا الترك إلاّ قليلاً، وزين شريدتهم المجمعة، ثم رحلوا عنها ومعهم الجمعي ولم ينالوا مقصودهم، وقتل في تلك الوقعة موسى الكاشف وجميع رؤسائهم، وكان حسين بك لما أرسل موسى الكاشف هذا إلى تلك الناحية أرسل أخاه إبراهيم كاشف إلى ناحية الوشم والعارض، فساروا إليه، ودخلوا واستوطنوه، ثم ساروا إلى الخرج، ثم رجعوا إلى الرياض وأقاموا فيه ورحل أبو ظاهر من القصيم وقصد جبل شمر فلما أتى إليهم ذكَّرهم بأنه ما يريد إلا الزكاة، فأمسك الحصون واستقر في البلدان، فطلب منهم أولاً الزكاة من رحيل الباشا من نجد إلى يومه، فلما قبضها سار على أناس من البوادي فأخذ إبلهم فألزمها أهل الجبل بزيادة النصف وأخذها، ثم ضرب عليها ضربات من الأريل - (جمع ريال وهي العملة المعروفة) - ثم سار على أهل موقق القرية المعروفة شمال الجبل فحاصرهم حصاراً شديداً حتى ظفر بهم وقتلوهم وهم نحو ستين رجلاً) انتهى.
هذا جزءٌ من تاريخ أسلاف (أردوغان) في بلادنا، كي لا ننسى جرائم (الترك)، وتذرُّعهم بالدين وإظهارهم (التنسُّك) لاستمالة البسطاء والسذّج من الإخونج والسروريين، الذين وهبوا أنفسهم عبيداً (للسلطان) القادم من تلافيف التاريخ, ليحيي تراث أجداده.
إلى اللقاء