أمل بنت فهد
إن كنت تشتكي من ضغط المسؤوليات والعمل الملقى على عاتقك.. فتأكد أن دورك كبير في حجم الثقل الذي تحمله.. وليس السبب من هم حولك ولا يشعرون بك.. فأنت شريك في ظلم نفسك.. وتعطيل قدرات الآخرين.
فإما أنك تجهل مبدأ توزيع المهام.. أو لديك عقدة الأنا التي تظن بها أن لا أحد يمكنه أن يقوم بالعمل مثلك ويمنحك نتائج مرضية.
زميلك في العمل.. الموظف الذي يعمل تحت إدارتك.. أفراد أسرتك.. فروع بعضها معطل.. وبعضها يعمل بأقصى قوته.. والناتج غالباً فرد لا يعمل ومزعج وغير منجز.. وآخر يكدح وقريب من الانفجار وترك المكان أو إعلان التمرد والعصيان.. إن سير العمل بالبركة يأتي بنتائج مخجلة ولا تعرف للإنجاز طعماً.
هل نظرت بتمعن للمهام الموكلة لك ولغيرك؟ هل هي موجودة أصلاً؟ هل يعرفها فريقك؟ وكيف تحاسب المقصر وتكافئ المنجز إن كنت لا تعلم ماذا يعمل في يومه!
تكثر الشكوى.. والقيل والقال.. والمكائد.. في بيئة أشبه ما تكون مستنقعاً.. لأن بعض الأفراد من فرط الفراغ لا يجدون ما يشغلهم.. ويصل النشيط إلى آخر مداه من العطاء.. فإما أن يترك المكان.. أو تموت همته ويشابه شلة «الفارغين».
حتى في بيتك.. عندك ابن نشيط وسريع وماهر في الأداء.. وآخر متذمر وكسول تحاول أن لا تصطدم معه لأنه مزعج.. لذا يدفع الضريبة الابن الأوفر حظاً في مسألة الأداء السريع.. والأدب!
أغلب الصراعات تبدأ في جهل المهام.. وتداخلها وازدواجها.. كل فرد لا يدري ما عليه أن يفعله.. لكنه يعمل حسب ما تعود عليه.. لذا هو لن يخدم المنشأة التي ينتمي لها.. والفرد لن يخدم أسرته وبيته.. ولا يدري بعد أن يؤدي مهامه ما هو مصير جهده المبذول.. ولا يجد جزاءً على تقصيره.. فالذي يحدث في بيئة بهذا النهج الفوضوي ليس عملاً.. وليست تكافل أسري.. وليس شيئاً.. عدا أنه مصدر لجلطة محتملة.
يتجلى سحر المهام المحددة في أنه يمنح الجو العام هدوءاً وسيراً سلساً.. وحد أدنى من التوتر والمشاكل.. يمنحك خارطة نقاط القوة ومواطن الضعف في نفسك وفيمن حولك.. تعرف من خلاله هل الفرد المناسب في المكان المناسب أم لا.. تعرف أين تصرف المكافأة.. وأين يوجه العقاب.. تفهم ماذا ينقص الموظفين.. معلومات أم تدريب.. تعرف من أبنائك مواهبهم وقدراتهم.. وتهيئهم لحياة القادة وليس التابعين.
لذا قبل أن تتذمر من الضغط في العمل.. أوفي البيت.. تأكد من مهامك ومهام غيرك إن كانت واضحة.. عادلة.. ستجد علتك هناك.