سام الغُباري
- هذه المرة يخسر المؤتمريون الذين يحيطون بـ «علي عبد الله صالح» شخصاً قوياً، اسمه «سلطان البركاني» رئيس الكتلة البرلمانية للمؤتمر الشعبي العام، أتذكر أن رئيس تحرير صحيفة «اليمن اليوم» التابعة للرئيس المخلوع بعث إليّ برسالة نصية تدعوني إلى الكتابة عن «البركاني» بُعيد إغلاق قناة صالح بأيام، ولما قلت له: من أين تأتي بتوجيهاتك؟ أجاب انها من «الزعيم» شخصياً!، ودار بيننا الحوار الآتي:
* البركاني من رجال صالح الأقوياء، ويُمثل «تعز» في جناح المؤتمر، والهجوم عليه غير مبرر.. ماذا فعل ؟
- لقد اكتشفنا أنه من يقوم بتزويد «هادي» بالمعلومات، إنه عميل مزدوج!
* لا تخسروا الرجل، بعد أن خسرتم الرئيس، من بقي معكم؟.
- يمكنك الاتصال بـ «طارق» وسيقول لك التوجيهات!
* لستُ مجنوناً لأكتب عنه.. اعقلوا!.
- تمنّع «سلطان البركاني» عن الإتيان بفعل قبيح كبقية الدراويش الذين جمعهم «صالح» في جلسة البرلمان الأخير لانتخاب «صالح الصماط»، كان الرجل مكروهاً لدى كثيرين من شباب الساحة الربيعية بسبب مواقفه الجريئة مع رفيقه الرئيس، كان مُـخلصاً وصادقاً، قال عن «صالح» الكثير، ووصفه بـ «الصادق الأمين»، لكن الأخير لا يجيد تقديم الولاء لرجاله الحقيقيين، لا يستطيع أن يظل معك إلى النهاية - بتعبير علي ناصر محمد -، إنها مشكلته المؤسفة.
- إحراق كل شيء، والسماح لمراهقي الحزب الحمقى بتوسيع دائرة الشقاق بين من تبقى معه ومن جاء إليه بمظلة العائلة، تُـلقي بظلالها على مستوى اللاعبين الجُدد في جسد حزب أضنته المزاجية، وروّعته أنانية الطوق القبلي الانتهازي الذي جمع كل الشاردين لحظوة انتشاء مؤقت.
- كأننا في حفلة تنكرية، لا أحد يستطيع تمييز الشيطان من المؤمن، الأقنعة تخفي خلفها ابتسامة شريرة ثائرة، قناع «فانديتا» الشهير يساوي بين الكبار والصغار، بين الحوثيين والمؤتمريين، بين الحق والباطل، بين المخلصين والمنتفعين، لقد خسر المؤتمر الشعبي العام الكثير، الكثير جداً من الأبطال الحقيقيين، وصفت «اليمن اليوم» عظماء المؤتمر بـ «الساقطين» وكانت صورة الغلاف تحوي ثلاثة من أركان الحزب المؤثرين «الدكتور عبدالكريم الإرياني، والدكتور أحمد عبيد بن دغر، والدكتور رشاد العليمي»، استبدلوهم بـ «مهدي المشاط، وصالح الصماط وعبد الملك الحوثي» ما هذا القرف؟
- من بقي مع صالح؟!، باجمال في عزلته، الإرياني مات مقهوراً، العليمي وبن دغر يتعرضون لهجوم قاذع، والرئيس هادي الذي كان مرشحاً لرئاسة الجمهورية بتكليف المؤتمر الشعبي العام بموجب تقاسم فرضته المبادرة الخليجية يكون فيه مقعد الرئيس للمؤتمر، فصلوه من الحزب، وجاءوا بـ «مقوت» من صعدة، في سخرية مبكية، ومهينة!.
- حتى المجنون لا يمكن أن يضر نفسه كما يفعل مجانين «صالح»، صناعة رموز لأي حزب ليس أمراً هيناً، وتدميرها بلا سبب هو ما بعد الجنون بمراحل!، إنه عجين من العناد والحُمق والمراهقة والسفه والانتقام، عدوى خطيرة تؤدي إلى تصادم الحزبين الكبيرين في اليمن «المؤتمر الشعبي العام والتجمع اليمني للإصلاح»، لا أحد سيستفيد من هذه الحماقة المتطايرة سوى الميليشيا «الحوثيون والحراك الإيراني»، ومن سيأتي بعدهم من دواعش وقاعدة وجبهات السلفية الجهادية أمثال «هاني بن بريك»!.
- تحدث «عبدالرحمن الأكوع» صهر الرئيس اليمني المخلوع في جلسة برلمان حلف اليمين الشوهاء معترضاً على «ولاية الفقيه» التي يؤمن بها الحوثيون ويريدون حُـكم ما تبقى من اليمن من خلالها، قالها وقد بدا غاضباً، فثار الحمقى على صفحات فيسبوك يهاجمونه ويلوذون بعبارات التخوين كأسهل طريقة للتعبير عن توجيهات الإعلام الحوثي الذي يتحكم في المؤتمر الشعبي العام.
- أتذكر جيداً في مقيل جمعني بـ «صالح» أن أحد الحوثيين المستترين وصف الزنداني بـ «المنحرف»!، كان اللفظ مزعجاً في مقيل رئيس مخلوع، اعترض على اللفظ الذي أشبع غروره بإهانة رموز شعبية ودينية وقفوا ضده في مرحلة الربيع العربي وأعاقوا مسيرته العائلية للاستئثار بالسلطة والثروة، وهكذا يستمر المنحرفون الحقيقيون في تدمير أركان المؤتمر الشعبي العام لأنه حزب ضخم، يعيق أحلامهم بالوصول إلى الشتات الحزبي وتحويله إلى ذراع مقدس لميليشيا متوغلة في أحقادها السلالية على اليمنيين.
- كان البركاني حاداً في محبته، وخصومته، إلا أنه كان شجاعاً، ومثله كل الأصوات الجمهورية التي أراد الحوثيون باتفاق «المجلس السياسي» أن ينقلوا الصراع إلى داخلها، كي يستفيدوا من تناحرها، ويعيدوا تجميع كياناتهم المبعثرة بفعل الحرب للانقضاض مرة أخرى على أشلاء الأحزاب، والتعددية والدستور الذي يشكل وعينا المتقدم.
- يجب أن يعود الأبطال من منافيهم الإجبارية ليمنعوا «صالح» عن الهستيريا المتواصلة.
لقد المخلوع فقد خيرة رجاله، حتى «السعودية» التي ظلت ترعاه طيلة أعوام حُكمه، وتُعدُّه حليفها القوي الأمين، اتهمها باغتيال «الحمدي»!، ولو أنها أرادت اغتيال أحد، لكان هو، الذي أزعجها في حرب الخليج الثانية لشراء ولاءات الرؤساء لصالح «صدام حسين»، لكنها لم تفعل، لأنّها دولة وليست عصابة، لقد اختار أن يُـغادر السلطة بعد 33 عاماً تحت ضغط الشعب، وحينما أمنت له «السعودية» سقفاً عالياً من الأمان والحرية والزعامة، تحوّل إلى منتقم مغرور، رجل مزادات محترف يبيع كل المقتنيات الثمينة لمن يدفع أكثر.. ولكنه اليوم يبيع تاريخه ورجاله، يبيع حزبه وعائلته، يبيع وحدته ونظامه، يبيع ولا يشتري شيئاً إلا رضا الحوثي وإيران!.
.. وإلى لقاء يتجدد