عبد الاله بن سعود السعدون
يحتاج ملالي طهران لمن يذكرهم دوماً بالمثل القائل (إذا كان بيتك من زجاج فلا ترمي {جيرانك} بالحجارة) لأنها سترتد لكم في الوقت المناسب ويحطم حجركم هذا الهرم الزجاجي الذي شيدتموه في طهران بالتآمر والغدر والتحريض والانتقام الطائفي.
عملاؤكم الذين زرعتموهم في عمق عالمنا العربي تحت مسميات مختلفة وهدفها واحد وجدت لإثارة الفوضى والتخريب والدعوة الخبيثة لتقسيم الموحد جغرافياً وتفكيك وحدة الشعب الخليجي العربي بفرقة الفتنة الطائفية وامتدت أذرعكم الشيطانية حتى بين أشقائنا شعب البحرين والكويت وفي اليمن الذي كان سعيداً قبل توغل عملائكم بين جذوره ومكوناته السياسية لتحريض مجموعة متمردة على الشرعية سميت بمليشيات الحوثيين الأرهابية.
الشعب الإيراني الإسلامي الصديق والذي تسلط على مقدراته مجموعة الملالي من أتباع ولاية الفقيه.
والذين بدأوا عهدهم بتنفيذ الإعدامات لكل معارض لنهجهم الطائفي ونصبت المشانق على أعمدة الكهرباء لاغتيال كل وطني معارض لطريقتهم الانتقامية المستندة على إقصاء كل المعارضة بطرق فاشية وحشية وكانت أرضنا العربية المغتصبة في إمارة الأحواز مسرحاً مؤلماً لهذه المأساة اللا إنسانية وتزينت أعمدة مدن الأحواز بجثث الشهداء من الوطنيين الأحوازيين العرب.
إمارة الأحواز العربية جوهرة الخليج العربي وهبها من لا يملك لمغتصب غازي لا يمت بأي صلة تاريخية ولا قومية ولا أي امتداد شعبي مع مكونات الأحواز العربية فقد سلبت ثمناً لصفقة استعمارية بتوقيع السير برسي كوكس الحاكم الريطاني في الخليج للملك الفارسي رضا بهلوي مقابل وضع البترول المستخرج من أرض الأحواز تحت ملكية الشركات البريطانية لمدة مائة عام تبدأ من عام احتلالها عام 1925م من القوات الإيرانية ثمناً للمشاركة في الحرب القائمة بين الحلفاء والقوات الروسية المحتلة لنصف إيران، وإثر تحقيق النصر على الروس منحت إمارة الأحواز (هدية النصر) للشاه رضا بهلوي، ونُفي أميرها الشيخ خزعل الكعبي إلى طهران ولقي حتفه هناك بعد عام مسموماً في معتقله.
ونفذت حركة كبيرة فارسية للتغيير الديموغرافي لكل مدن الإمارة العربية مع تغيير أسمائها بأخرى فارسية لطمس جذورها العربية أن الأعداد الألفية من شهداء عروبة الأحواز يعطي إيجابية مبشرة وأمل بتمسك هذا الشعب المغتصب بحقوق وطنه المشروعة بالحرية والاستقلال عن الاستعمار الفارسي، وقد عومل بكل قسوة ووحشية وأودع الكثير من الأحوازيين السجون والتعرض لصنوف الإهانة والتعذيب.
هذه المقاومة البطولية تذكرنا بثورة المقاومة الأحوازية عام 2005 و2011، حيث قاوم أبطال المقاومة رجال النظام الفارسي، وحدثت تصادمات مع قوى الأمن في شوارع المدن وأروقة الجامعات ذهب المئات من رجال المقاومة شهداء دفاعاً عن وطنهم المسلوب.
جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي هما الجهة المعنية أكثر من غيرها لنصرة الشعب الأحوازي وتبني قضيته الوطنية العادلة بعرضها إقليمياً ودولياً، وتقديم الدعم المالي واللوجستي للمقاومة الأحوازية لنيل حقوقها المشروعة بالحرية وإعلان دولته المستقلة، وإنهاء السياسة التحريضية الطائفية الفارسية بالتوجية الإعلامي المضلل من أكثر من ستين قناة طائفية مهمتها الرئيسة نشر الفتنة الطائفية بتوجيه من سلطة الملالي لحرمان كل صوت عربي ينطلق من الأحواز السليبة بالمطالبة بحقوقه الإنسانية وتعرضه للتهميش والتسلط وسلب ثروات وطنهم وإهمال منطقة الأحواز وتركها دون أي اهتمام تنموي، وتعيش سلة غذاء إيران ذات الخمس أنهر حالة من التخلف الاقتصادي والاجتماعي، والضمير العربي أولاً والعالمي بمنظماته السياسية والإنسانية في غفلة النسيان عن هذا الوطن العربي السليب.
القضية الأحوازية ورقة عربية ثمينة، فهل ندرك نحن عرب الخليج العربي المستهدف من الحجر الإيراني استعمالها لنعيد الحجر الفارسي لهرمهم الزجاجي في طهران وبأيدي أشقائنا أبطال انتفاضة الأحواز العربية وتعود هذه الإمارة السليبة للبيت الخليجي العربي.