د. عبدالواحد الحميد
يضع موسم الحج على عاتق الأجهزة الحكومية أعباء كبيرة وكثيرة. ومن أبرز تلك الأجهزة التي يجد منسوبوها أنفسهم تحت ضغط شديد الأجهزة الصحية. فالحجاج يأتون من بلدان مختلفة تنتشر في بعضها الأوبئة والأمراض المستوطنة، وبعض الحجاج هم من المسنين الذين يعانون من الأمراض المزمنة ويكونون في حالة من الضعف البدني الشديد. كما أن حجاج الداخل أيضاً يتعرضون لمشاكل صحية لنفس الأسباب السابقة أو بسبب الزحام الشديد والاختلاط مع المرضى من الحجاج.
وقد رفعت وزارة الصحة هذا العام شعار «لا حج بدون تطعيم» وفرضت على كل حاج التطعيم ضد الانفلونزا الموسمية، بالإضافة إلى التطعيمات السابقة الأخرى للحمى الشوكية وشلل الطفال.
مقابل ذلك، قدمت وزارة الصحة خدماتها المجانية لكل من يرغب التطعيم من الحجاج. وقد أخبرني أحد الأصدقاء الذين ينوون الحج هذا العام أنه سجَّل عن طريق الكمبيوتر طلباً للتطعيم في إطار التسهيلات التي تقدمها وزارة الصحة ووزارة الحج للحجاج، ولم يصدق نفسه حين حضر فنيون من وزارة الصحة إلى منزله وقدموا له التطعيمات مجاناً وذلك عبر ترتيب مع شركة «أوبر» للنقل!
هذه الخدمة المجانية لتقديم التطعيم للحجاج هي خطوة متقدمة في تطوير خدمات الحج، وربما لا يعرف بعض الحجاج أنها موجودة مما يجعلهم يتكبدون التكاليف المالية ويبذلون الجهد والوقت للحصول على خدمة تقدمها وزارة الصحة مجاناً.
هناك من يتذمر من اشتراط الحصول على التطعيمات الضرورية للسماح لهم بالحج بسبب المشاغل أو غير ذلك، ولكن من يتذمر من التطعيم يجهل مدى الخطورة التي قد يتعرض لها لو حدثت أوبئة في الحج لا سمح الله. وفي ظل التسهيلات التي تقدمها الآن وزارة الصحة فإنه لا عذر لأحد كي يتهرب من إجراء التطعيمات المطلوبة.
لا أعرف كيف سيتم التعامل مع الحجاج القادمين من الخارج، لكنني أفترض بطبيعة الحال أن حصولهم على شهادات تطعيم من الأجهزة ذات العلاقة في بلدانهم هو أحد الشروط التي يتعين عليهم استيفاؤها.
نعم، يجب ألا يكون هناك حج بلا تطعيم بعد الآن، فإجراء التطعيم هو نوع من «الأخذ بالأسباب». وبعد ذلك وقبله، نؤمن أن كل شيء مقدر من رب العالمين، وعلينا الأخذ بالأسباب.