د.دلال بنت مخلد الحربي
يمثل الشرق كتلة اقتصادية ضخمة في عالم اليوم، ويشهد تحركات واسعة على كافة الأصعدة مما جعله مؤثراً على مستوى العالم ويحسب له تقدير عال، وتحول إلى قوة تواجهه اقتصادياً القوى الغربية بندية، بل وبتفوق في بعض الأحيان.
وأقصد بالشرق هنا الصين واليابان وكوريا كدول قطعت شوطاً كبيراً في مجال الصناعات بمختلف أنواعها الثقيلة والخفيفة، ودول تنمو باضطراد مثل ماليزيا وإندونيسيا وفيتنام..
والملاحظ أن المملكة على المستوى الرسمي تعرف جيداً كتلة القوة الشرقية هذه، ومن ثم كانت هناك صلات منذ سنوات تهدف إلى توثيق العلاقات الاقتصادية والتجارية بالصين على وجه الخصوص نظراً لما يمثله من ثقل عالمي.
ومعروف أن للملكة علاقات اقتصادية كبيرة مع كوريا واليابان وليس أدل على سعي المملكة إلى توثيق علاقته بالشرق من زيارة سمو ولي ولي العهد الذي يقوم حالياً بزيارة للصين واليابان وفق ما نشرته وسائل الإعلام فإن محور الزيارة بالدرجة الأولى اقتصادي لتوقيع اتفاقيات مع الصين على وجه الخصوص تؤدي إلى نقل كثير من التجارب الصينية وتعمل على الاستفادة من التجربة الصينية الكبيرة التي يشهد لها العالم بالنجاح والتطور..
ولا شك أن هذا التوجه نحو الشرق هو أمر ضروري تمليه الحياة المعاصرة التي يمثل الاقتصاد مركزها ومحركها..
ولعلي هنا أتوقع أيضاً للمجالات الأخرى خاصة الثقافية والفكرية نصيب من هذا الاهتمام لتكتمل منظومة الترابط والتعاون مع هذه الدول التي تعد متقدمة في المجالات الثقافية..
في كل الأحوال فإن التوجه شرقاً هو خيار استراتيجي مهم يفتح مجالاً لعلاقات متنوعة مع العالم، ويعطي مساحة كبيرة للتعامل مع الأحداث الدولية المعاصرة وفق المعطيات المتنوعة.