فهد بن جليد
لا يُخفي القطريون أنهم استوحوا من مهرجان بريدة السنوي للتمور، فكرة (مهرجان الرطب) بسوق واقف، الذي اختتم دورته الأولى (منتصف أغسطس)، واستطاعت إدارته جعله مهرجاناً جاذباً للزوار وخصوصاً الغربيين، حتى إن بعضهم قدّم من خارج الدولة رغم حرارة الجو لزيارة المهرجان؟!
التجربة القطرية لن تتوقف عند هذا الحد؟ بل سيتم تطويرها، وتكيّيفها لتُصبح مصدر جذب ودخل لدعم المُزارع والمُنتج، والمُسوّق والمُستهلك، لاحظ أن المهرجان دشن اسمه (باللغة الإنجليزية) مُنذ انطلاقته؟ مما يعني وجود (هدف عالمي) و(مقعد شاغر) يسعى المنظمون للوصول إليه؟ بتجاوز مهرجانات التمور في المنطقة بما فيها أبو المهرجانات وعميدها (مهرجان بريدة للتمور)!
الشعور بالمنافسة أمر طيب، ولكن لا يكفي أن تكون البداية من عندك، ما لم تطوّرها بتكاتف كافة الجهات معك (فاليد الواحدة لا تُصفق)، كما لا يكفي امتلاكك لأكبر إنتاج، فالتاجر في النهاية يبحث عن منصة (الترويج المُربحة)، لذا نحن نظلم مدينة التمور ببريدة، ومهرجان التمور (الأكبر حالياً)، ما لم تتكاتف هيئة السياحة، ووزارة البيئة والمياه والزراعة، وزارة التجارة والاستثمار، وزارة العمل، لدعم هذا النشاط وتطويره، والمُحافظة على (علو كعب) التمور السعودية، مع الانفتاح والترحيب الذي يبديه في كل دورة سمو أمير منطقة القصيم، وعرّاب مهرجانات التمور, الأمير الدكتور فيصل بن مشعل، من أجل تطوير المهرجان، وتحويله إلى تظاهرة دولية، تجعل الريادة المُستحقة في (صناعة التمور) لنا، مع دعمنا وتشجيعنا لكل التجارب الأخرى في دول الخليج العربي الشقيقة!
حان الوقت للتفكير بجمع مهرجانات التمور بالقصيم تحت (سقف واحد)، وتحويلها لتظاهرة عالمية (ببصمة سعودية)، وتذليل كل الصعوبات التي تقف في طريق ذلك بتعاون وتكاتف جميع الوزارات المعنية مع إمارة المنطقة، قبل أن (تُهاجر تمورنا) دون أن نشعر، ويصعب حين إذٍ إعادتها..!
يكفينا حسرة ما تتعرض له (التمور السعودية) الآن، من سرقة وتزييف من بعض التجار العرب والأجانب، لإعادة تصديرها إلى أوروبا وأمريكا.. بسبب تكاسلنا؟!
وعلى دروب الخير نلتقي.