بدأت فكرة مبادرة «تعلم وتميز» التي تستضيف الثلاثاء 20-11-1437 الضيف الثاني لها معالي الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد المستشار في الديوان الملكي إمام وخطيب المسجد الحرام، بعد قراءتي لكتاب معالي الأستاذ عبدالرحمن بن محمد السدحان الأمين العام لمجلس الوزراء قطرات من سحائب الذكرى. ذلك أن الكتاب يمثل مدرسة في الوصف والتذكر لسيرة حياة الأستاذ السدحان ومعاناته في تعليمه ومحطات حياته،كما تضمن الكتاب ومضات فكر وتوجيهات ونصائح بأسلوب غير مباشر وبلغة غير معقدة تعد مسارا للأجيال الجديدة في العبرة والقدوة.وبعد انتهائي من الكتاب دعوت أبا محمد للحديث في ندوة مصابيح التي أقمتها في منزلي وحضرها العديد من المفكرين والأكاديميين والأطباء والمهندسين والتربويين وغيرهم، وروى الاستاذ السدحان قصته وحياته وماتضمنه الكتاب، وكان حديثه مؤثرا وجميلا، وقد تأثر عدة مرات خلال حديثه كما أجاب عن أسئلة الحضور. وقد ذكر لي بعض الحضور إعجابهم بالتجربة وأذكر أن الدكتور محمد العسيري استشاري جراحة القولون والذي مر بظروف الدراسة في قرية عسيرية مثل الاستاذ السدحان الذي عاش عند أخواله هناك قد تأثر كثيرا وأبدى إعجابه بحديث الأستاذ السدحان.
وبعد عدة أيام ذهبت للأستاذ السدحان في مكتبه في الأمانة العامة لمجلس الوزراء وسلمته صور المناسبة وعرضت عليه فكرة التحدث بهذه التجربة للطلاب والطالبات في مدارس المملكة وكلياتها.وأذكر ان معاليه رحب بالفكرة كثيرا وقال إنه على استعداد لتخصيص يوم في الأسبوع أو في الشهر حسب الظروف للحديث للطلبة والإجابة عن استفساراتهم، واتفقنا أن أفاتح الأمير فيصل بن عبدالله وزير التعليم آنذاك وذهبت لسموه الذي رحب كثيرا بالفكرة. وأحيل الأمر لأحد نوابه وتاه في زحمة البروقراطية.وبعد تولي الصديق معالي الدكتور عزام الدخيل وزارة التعليم تقدمت له بفكرة «تعلم وتميز» وبعد متابعة جاءت موافقة معاليه وبدأت مع الدكتور ناصر العريني أمين عام مجلس أمناء فطن مدير البرنامج ووجدت منه كل ترحيب وتعاون. ثم تعين معالي الدكتور أحمد العيسى الذي وجه بمواصلة العمل بالفكرة وأهمية الاستمرار بها، وكان المتحدث الأول للطلبة والطالبات معالي الدكتور والمستشار والجراح العالمي الدكتور عبدالله الربيعة الذي كان بتواضعه وإيجابيته سببا مهما في نجاح اللقاء وتفاعل الطلبة معه..ومختصر الفكرة أنها تنطلق من قوله تعالى {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} سورة الأحزاب آية 21. وذلك في أهمية القدوة وتقديمها للطلاب والطالبات كعامل مساند لعملية التعلم، حيث تسعى مبادرة «تعلم وتميز» ضمن برنامج فطن إلى تعزيز القيم الإيجابية لدى الطلاب والطالبات ونشر ثقافة التميز بينهم وتوجيههم إلى استثمار طاقاتهم وأوقاتهم فيما يعود عليهم بالنفع والفائدة ويحصنهم من التوجهات والسلوكيات السلبية وينمي خبراتهم وتجاربهم الذاتية.
ولقد تشرفت بلقاء معالي الشيخ الدكتور صالح بن حميد فوجدت منه الترحيب بالفكرة وتقديرها وأن اللقاء بالناشئة أمر مهم جدا، كما أكد على أهمية أن يكون الحوار مباشرا والأسئلة صريحة ليتسنى الاستماع للطلبة والطالبات والإجابة عن استفساراتهم. ويمثل الشيخ صالح نموذجا رائعا للقدوة حيث العلم الغزير والتواضع الجم والأخلاق الفاضلة والمحبة الكبيرة لدى الناس، كما أنه بمؤلفاته وأطروحاته يحمل صفة المفكر المسلم العميق الواعي حيث منحته جائزة الملك فيصل العالمية تقديرها الكبير ليكون فائزا بها لخدمة الاسلام. وهنا يسرني أن أسجل تقديري وشكري للإدارة العامة للتعليم بمحافظة جدة ممثلة بمديرها العام الأستاذ عبدالله الثقفي ومساعديه الأستاذ عبدالعزيز الرفاعي والأستاذ يحيى القحطاني والأستاذ عبدالرحيم الذروي وبقية فريق العمل المخلص وإلى الدكتور سعيد الأفندي المشرف العام على كرسي الأمير نايف بن عبدالعزيز للقيم الأخلاقية على كريم تعاونه داعيا الله عز وجل أن تسهم مبادرة «تعلم وتميز» في حراكنا التربوي بما يفيد أبناء هذا الوطن الغالي ولنا لقاء بإذن الله تعالى مع شخصيات وطنية أخرى وفي مختلف مناطق المملكة.
- مستشار مبادرة تعلم وتميز