تحت رعشات من الخوف المنتظر..
وتحت مسميات لا أجد لها نصيباً من القدر..
إلا عمر ترعرع تحت زخات المطر..
وصوت يجول على منابر من صخر..
من أنهاك يا سوريا؟
ومن ملأ الشوارع والحواري..
من سبى النساء والجواري..
من يتّم الأطفال والرضع..
جياع ضياع بكاء صراخ وعمر يزيد وعمر ينقضي تحت لبنات الصياح المتهجم بالألم..
يصعب الحديث..
وتتنكر الكلمات..
تتجرد كل معاني العبارة..
يخجل الإبداع..
لأول مرة أشعر بأني أفتقد حق الكتابة..
ألا يا أمتي..
يا عزوتي..
يا نصرة للحق انوجدتِ..
إلى متى تسيح الدماء..
إلى متى تُنتشل الرحمة من أجوافنا..
إلى متى تضيع الحقوق بين دار ودار..
إلى متى تجتمع الأمم لأجل الكلام..
تعقد المؤتمرات فتحاك المؤمرات..
فلا يزيد ضرب الطبول إلا لهيبا..
تقافلتك الدول بين منابرها إلا أن أنهتك..
نبصر الكلام جيداً ولكن تهاب الأفعال أن تقع..
توقفت دائرة الوقت..
كل الوعود احترقت..
وكل الكلمات بعثرت..
ارتجفت يداك فارتجف عالم بأكمله..
أبكيت أمة بينما أنت صامت..
من وهلة المصيبة..
أيراودك التاريخ..
وقصص أقنعتك بوهن العيش..
أيخنقك الواقع يا طفلي الصغير..
الدنيا بدت صارخة..
عزيزي..
فالألون التي لونت بها لوحتك..
لم تعد متناسقة..
الدنيا أوشكت أن تدخل عالم المخاطرة..
سقطت آخر أوراق التوت..
واصفرت وجوه ووجوه..
سقطت أقلام عجزت عن الكتابة..
وتشتت كل بيوت القصيدة..
ومزقت أوراق لم تتحمل العبارة..
خجل الكلام من الألسنة..
وسقطت دموع ستنسى بعد ليلة..
علامة استفهام..
جعلتنا نقف أمام هذا السؤال..
لماذا لم يبكِ؟!
عمران من تحت الركام..
على من سيبكي؟!
على والديه؟ أخيه؟ أم على نفسه؟
أم سيبكي حلب..!
متى سيستيقظ العالم من سباته الطويل..
من محمد الدرة والعالم تناشد بالاستيقاظ..
أي أحلام تعيشها أيها العالم العربي..
أي دوامة سقطنا فيها دون أن ندرك..
أطفالنا يتخبطون أمام الواقع..
فالبعض يتيه والآخر يقاوم التيار ليعيش..
أتعلمون....!
أحسد المؤذن والأطفال والرضع لأنهم يملكون القدرة على الصراخ قبل أن تروض الحياة حبالهم الصوتية على الصمت!