منذُ أن وطأت أقدام الروس اللاذقية واتخاذها مطار «الحميم» قاعدة تنطلق من خلالها للحماية الجوية لنظام بشار الأسد والاستمرار في قتل وتشريد الشعب السوري وتدمير البنية التحتية لمقدراته منذ قيام الثورة حتى الآن... منذ قيام روسيا بهذه المهمة التي تدعي أن الهدف منها هو المشاركة الفاعلة في محاربة الإرهاب المتمثل في داعش ومن على شاكلته من الفصائل الإرهابية الأخرى... ومن طبيعة هذه المهمة على الواقع اتضح إنما وجدت بطلب من بشار الأسد وأعوانه الذين ضحوا بالشعب السوري أطفالاً وشيوخًا ونساءً... وتوجيه الضربات الجوية والصاروخية لهم بين الحين والآخر.
* لم تكتف روسيا بهذا التدخل السافر ضد الشعب السوري الأعزل من خلال الخروقات والطلعات الجوية التي نتج عنها قتل المدنيين من أطفال وشيوخ ونساء.. نعم لم تكتف بذلك.. بل أوجدت قاعدة أخرى هذه الأيام؟ هي أدهى وأمر، من سابقتها إنها قاعدة جوية وصاروخية في «وهدان» بإيران، توجه ضرباتها من هناك للعراق وسوريا بحجة قرب المسافة... وهي غير صادقة النية في هذا السبيل، وخلاف الواقع المشاهد وخرقًا للقرار الدولي (2231) الذي يمنع إيران من التدخل في شؤون الغير!
* وموقف أمريكا حليفة روسيا في سياستها بالنسبة للحروب الجارية في المنطقة ومن أهمها سوريا وتوسع الروس في المنطقة على مرأى ومشهد منها... موقف يؤكد المشاركة في التآمر مع روسيا في سياستها التدخلية في شؤون الغير والتصريحات التي تدلي بها أمريكا حول روسيا وتصرفاتها تصريحات «هشة» لا تمثل الحقيقة وإن دلت فإنما تدل على رضاها بما تتخذه روسيا من ضرب للمدنيين من أطفال وشيوخ ونساء مع امتداد الفترة السابقة والحالية على عديد من قرى سوريا وخصوصًا حلب وما جاورها من القرى الأخرى.
* ماذا بقي أيها العرب! أخشى ما أخشاه أن تتخذ روسيا قاعدة ثالثة في جهة عربية أخرى لاستكمال المخطط الإيراني الروسي في المنطقة والعرب وجامعتهم أمام هذا التوسع مكتوفي التصرف!
* أين مجلس الدفاع العربي المشترك؟ أما آن له أن يتحرك؟ وفي مقدمته الجامعة العربية، احتجاجًا على هذه التصرفات المخالفة لكل الحقوق الإنسانية والقوانين الدولية. سؤال يظل قائمًا ما دامت هذه التجاوزات قائمة.
* إن روسيا وأمريكا تتلاعبان بقضايا الأمة العربية وتدير مسيرة الحروب الطاحنة فيها وفق مخطط (سري) تشرف عليه إيران منذ زمن طويل، والجولات المكوكية التي يجريها وزيرا خارجية أمريكا وروسيا خلال الفترات السابقة والحالية مجرد ضحك على الذقون، لا تنبئ بحلول صادقة أو عادلة! رغم التظاهر بحسن النوايا والعلاقات وأهداف الدولتين لا يجهلها أحد؛ فهل من رأي رشيد يُبصر الأمة العربية بما يُحاك لها في الخفاء، أرجو ذلك.
- نائب رئيس النادي الأدبي بالطائف سابقًا