د. أحمد الفراج
يعتب عليَّ بعض الأعزاء، ظناً منهم أنني أقسو على الحزبيين، خصوصاً ما يتعلق بولائهم لهذه البلاد، وأؤكد هنا، للمرة العاشرة، أنني لا أكتب من منطلق ضغائن، وليس عندي مشكلة مع أحد. هذا، ولكن عندما يتعلق الأمر بالحديث عن أمننا، ومستقبل أبنائنا، فلن نحابي أحداً كائناً من كان، وأنا أؤمن بنسبة 100% أن الحزبيين السعوديين، الإخوان والسروريين، هم أحد المكونات التي تهدد أمن هذا الوطن، بل هم الأخطر حالياً، ولا تنخدعوا بالتقية، والحديث المعسول، فمواقفهم، منذ عقود، تدل على أنهم لا يكنون وداً لهذه البلاد، وولائهم ليس لها، وربما أحتاج لمجلدات لو أحصيت مواقفهم، منذ زمن بعيد.
هل تذكرون موقفهم، عندما ادلهمت الخطوب، وتم احتلال الكويت، ووقفت طلائع الجيش العراقي على حدود المملكة، وهل احتاج لتذكيركم بخطبهم العصماء، والتي عارضوا من خلالها الاستعانة بحلفاء المملكة، لرد الاحتلال الغاشم، ثم ما أعقب ذلك من مناكفات، جاء معظمها في عهد الملك الصالح، عبدالله بن عبدالعزيز، رداً على قراراته التنموية لصالح المواطنين، مثل برنامج الابتعاث، وعمل المرأة، ومشاركتها في الفعاليات الوطنية، ولو كانت مواقفهم تنبع من منطلقات دينية صادقة لتقبلنا وجهة نظرهم. هذا، ولكن تشغيبهم، وإثارتهم للبلابل، ومظاهراتهم، التي لم يسلم منها حتى الديوان الملكي كانت مسيسة، لا علاقة لها بالدين، ودليل ذلك أنهم لا ينكرون ذات القرارات، بل وما هو أعظم منها، في دول أخرى، يترددون عليها، بل ويعيش بعضهم فيها، على فتات ينثر لهم، وقد رأينا صوراً لبعضهم، وهم يستلمون حقائب، أعلم أنا، وتعلمون أنتم ما فيها من مغريات.
نعم، قد يظهر الحزبيون الولاء للدولة في بعض المواقف، ولكنه ولاء مشروط، بمعنى أنهم يدعمون مواقف الدولة، التي تتماشى مع مواقف تنظيمهم الإخواني الدولي، ودونكم موقفهم من حكومة مصر الحالية، فهو مخالف جذرياً لموقف الدولة، ومطابق لموقف التنظيم الدولي، ثم هل تذكرون حماسهم لحرب اليمن، وتسويق تنظيمات الإسلام السياسي هناك، وأن هذه التنظيمات هي التي ستكون عوناً للتحالف الدولي، وكلنا يعرف ماذا فعلت تلك التنظيمات، وهو ما لا نود الدخول في تفاصيله، وهل أنا بحاجة لأذكركم بتلك الخطبة العصماء، في دولة أجنبية، والتي أخذ يصرخ صاحبها، وهو منتفخ الأوداج، ويجزم بأنه يرى الخلافة الإسلامية قادمة، وهو يعلم يقيناً أن الخلافة لو أتت، لا سمح الله، فهي ستكون على حساب بلده، فهذا لا يهمه، فما يهمه هي تنفيذ توجيهات التنظيم الدولي للإخوان بأن ما يسمى بالخلافة يجب أن يأتي، وأظنكم لا زلتم تذكرون كيف قلب إخوان المملكة والسروريون ظهر المجن للسياسي والداعية التركي، فتح الله كولن، أستاذ أردوغان، فقد صدعوا رؤوسنا به، وبأنه داعية إسلامي عظيم، ثم بعد أن اتهمه أيقونة التنظيم الدولي، رجب طيب أردوغان، بأنه وراء ما قيل إنه انقلاب تركيا، تحول موقف إخونجية المملكة رأساً على عقب، فصار كولن خائناً مجرماً لا علاقة له بالدين، وداعية باطل منحرف، بل قالوا إنه من أصول يهودية!، فالمسألة بالنسبة للحزبيين لا علاقة لها بالدين، بل بمصالح التنظيم الدولي، والخلاصة هي أن الحزبيين السعوديين أعداء، وحتى عندما يعلنون مساندتهم للدولة في بعض مواقفها، فليس ذلك بسبب ولائهم لها، بل لتطابق مواقف الدولة مع مواقف التنظيم الدولي للإخوان، والدلائل حاضرة لمن ينشد الحقيقة، فابحثوا عنها، وستعرفون الحقيقة!.