سعادة رئيس تحرير صحيفة «الجزيرة»
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اطلعنا على المقال المنشور في جريدتكم الموقرة بتاريخ الخميس 22 ذو القعدة 1437هـ بعنوان (مهرجانات الاستهبال) للكاتب عبدالرحمن الشلاش، والذي تضمن نقدا لبعض الفعاليات التي أقيمت في الصيف، متناولا 3 فعاليات وجدت ردود فعل سلبية في مواقع التواصل الاجتماعي.
وإذ نقدر للكاتب اهتمامه بالكتابة عن الفعاليات السياحية، وتفاعله عما يطرح بشأنها، فإننا نود التأكيد على حرص الهيئة على الاطلاع على كافة الملاحظات والانتقادات المتعلقة بالأنشطة ذات العلاقة بالسياحة الوطنية، وتبذل الجهود لمعالجتها، خاصة وأن هناك لجنة في الهيئة ترصد كافة الملاحظات المتعلقة بالسياحة الوطنية في الصيف لدراستها ووضع الحلول لها.
وفيما يتعلق بانتقاد فعاليات أقيمت في صيف هذا العام، نود الإشارة إلى التالي:
أولا: مهرجانات الصيف لهذا العام التي شملت مئات الفعاليات ليست جميعها تقام برعاية أو دعم أو مشاركة الهيئة.
فالهيئة تقدم اوجه الدعم والرعاية للمهرجانات التي تثبت التخطيط المبكر والجودة في التنظيم والتجديد والإدارة السليمة لضمان تنظيمها بشكل سليم يحقق لها أهدافها، أما الفعاليات والأنشطة الترفيهية الأخرى التي تقام في بعض المواقع والتي ليست تحت إشراف الهيئة، فهي غالبا ما تدار من مجموعات وفرق مجتهدة، أو من مؤسسة تنظيم فعاليات غير متخصصة ومرخصة، والتي غالبا ما تثير الانتقاد وتسيء إلى المهرجانات، ومن مسئولية اللجان المختصة والقائمة عليها في المناطق إيقاف تلك الأنشطة المخالفة وغير المعتمدة في خطة المهرجان أو التي تثير الانتقادات، حيث لا تتماشى مع ما هو وارد في استراتيجية الفعاليات في المناطق.
ثانيا: ساهمت الهيئة مع الشركاء في عمل (إجراءات اصدار الموافقة والترخيص على إقامة الفعاليات والمهرجانات) والذي تم تعميمه على المناطق هذا العام ويتضمن تكوين لجان في إمارات المناطق.
وتقوم اللجان المنظمة للمهرجانات في المناطق بتقييم دقيق وشامل لكل فعالية لتحديد الفعاليات التي يكون لها تأثير مهم في السياحة المحلية ومن ثم الموافقة عليها وفق المعايير المعتمدة، بالإضافة الى مراقبة وتقييم الفعاليات اثناء تنفيذها لضمان تحقيقها الأهداف التي وضعت لها.
ثالثا: انطلاقا من كون الفعاليات والمهرجانات السياحية تعدُّ من أبرز مجالات السياحة السعودية المتنوعة التي تشكِّل تفرُّد المملكة وأصالتها وتعكس ماضيها وحاضرها وتاريخها ومستقبلها، فقد وضعت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني استراتيجية لتطوير الفعاليات خلال الفترة من 2014-2018م تستمد قوَّتها من الرؤية المعتمدة للسياحة الوطنية التي تسعى المملكة من خلالها إلى تنمية سياحية وطنية قيّمة ومميّزة ذات منافع اقتصادية واجتماعية وثقافية وبيئية انطلاقا من قيمها الإسلامية وأصالة تراثها وشعبها المضياف ومقوّماتها المتنوّعة.
وتنظر الهيئة إلى هذا القطاع نظرة شاملة وذات بُعد طويل المدى تتعدى دوره الترفيهي إلى دوره في التعريف بتاريخ ومقومات المملكة وزرع محبتها في نفوس المواطنين».
وبذلت الهيئة بالتعاون مع شركائها من الجهات الحكومية والخاصة جهودا كبيرة في تقوية الشراكة المتكاملة والمتوازنة كوسيلة لتنظيم وتطوير فعاليات سياحية جاذبة تساعد في اثراء التجربة السياحية من حيث مواضيعها وجودتها عبر تنويعها وزيادة عددها لتساعد على زيادة سمعة السياحة المحلية في المملكة، وفتح مجال أكبر لمشاركة الشباب في تنظيم هذه الفعاليات وتطوير أفكارها، في مختلف مناطق المملكة وعلى مدار العام؛ بغية زيادة الحركة السياحية وتحقيق فوائد اقتصادية واجتماعية وبيئية، وهو ما يتقاطع مع رؤية المملكة 2030.
رابعا: شهدت المهرجانات السياحية في المملكة خلال السنوات العشر الأخيرة تطوراً كبيراً وملحوظا من حيث عددها وجودتها وتنظيمها وشمولها جميع فئات المجتمع المحلي والخدمات المقدَّمة فيها وزيادة التنوع في أنشطتها ومواضيعها.
وكان لبرنامج الهيئة لدعم وتطوير الفعاليات الدور الأهم في دعم تلك الفعاليات فنيا وإداريا وتسويقا وإعلاميا، «وذلك مقرونا بمبدأ الشراكة الذي طبقته الهيئة مع الجهات الحكومية والخاصة ذات العلاقة، ما حقق الكثير من النتائج الإيجابية وتحقيق هذه الفعاليات الأدوار المتوقعة منها على صعيد السياحة المحلية.
خامسا: وظفت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني عددا من الآليات والمعايير للإسهام في تطوير الفعاليات السياحية في المملكة، أهمها:
« تنظيم الدورات التدريبية والمحاضرات وورش العمل في مجال إدارة مؤسسات مساندة الفعاليات وتجهيزاتها، وكذلك دورات للسعوديين في مجال الخدمات المساندة للفعاليات، وذلك لتطوير قدرات وخبرات منظمي الفعاليات، للخروج بفعاليات ذات مستوى عال وجودة رفيعة.
« التواصل مع الخبرات الدولية والاستفادة من التجارب العالمية في مجال تنظيم المهرجانات وإصدار وتطوير أدلة تنظيم الفعاليات.
« عقد المؤتمرات السنوية للفعاليات وتوعية الشركاء ومنظمي الفعاليات بأهمية الفعاليات والأسس السليمة لتنظيمها لتنظيم فعاليات ذات مستوى عال وجودة رفيعة وقيمة وتفادى الأنشطة السلبية.
« تطوير نظام لتأهيل واعتماد مؤسسات وشركات وطنية متخصصة في تنظيم الفعاليات حسب معايير وتصنيف للمساهمة في الرفع من قدرات منظمي الفعاليات وحصر تنظيمها على المنظمين المعتمدين، فضلا عن الاستفادة من الخبرات الدولية.
« تنظيم ورش عمل للإعلاميين والنقاد عن أهمية الفعاليات والمهرجانات للمجتمع والاقتصاد وتطوير دور الإعلاميين الإيجابي في تطوير الفعاليات وتنظيم زيارات ميدانية للمهرجانات أثناء إقامتها.
« تطوير روزنامة وطنية سنوية معتمدة للفعاليات في كافة مناطق المملكة والتزام جميع الجهات بها.
« تطوير الوسائل التسويقية ومواقع التواصل الاجتماعي وتوصيل المعلومات الصحيحة
« قياس الاثر الاقتصادي من خلال مركز الاحصاءات والمعلومات (ماس).
سادسا: أسهم برنامج دعم الفعاليات في الهيئة في دعم وتنفيذ أكثر من 680 فعالية سياحية منذ العام 2005م تنوَّعت بين الثقافية والتراثية والبيئية والرياضية والترفيهية والزراعية؛ جذبت 75 مليون زائر، ووفَّرت أكثر من 76 ألف فرصة عمل مؤقتة للشباب، وتنفيذ ورش عمل وبرامج تدريب لأكثر من 3060 مشاركا من جميع مناطق المملكة قدمها خبراء محليون وعالميون في تنظيم الفعاليات، تطوير وتأهيل المؤسسات المؤهلة ومتخصصة في تنظيم الفعاليات عدد 160مؤسسة وشركة.
إضافة إلى مساهمة الهيئة مع الشركاء في تطوير عدد من المهرجانات الرئيسية الكبرى منها: مهرجان سوق عكاظ، مهرجان جدة التاريخية، ومهرجان الساحل الشرقي، ومهرجان الزيتون في الجوف، ومهرجان رالي حائل، ومهرجان الورد في تبوك، ومهرجان العسل في الباحة ، مهرجان التمور في القصيم وغيرها من المهرجانات التي ترعاها الهيئة وتشرف بشكل مباشر على فعالياتها.
ختاماً.. نؤكد احترام الهيئة جميع الآراء والانتقادات وتستقبل عبر وسائلها ومركز الاتصال السياحي كل الملاحظات.. نكرر شكرنا وتقديرنا على اهتمامكم، آملين نشر هذا التعقيب.
عبدالله بن عبدالملك المرشد - مدير عام البرامج والمنتجات السياحية بالهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني