سعود عبدالعزيز الجنيدل
حينما سمعت عن عزم شركة العثيم للسياحة والترفيه افتتاح أكبر مدينة ثلجية في المملكة، وذلك في العثيم مول بالربوة, بالرياض، بمسافة تصل إلى 5000 متر، وبتكلفة إجمالية تقدر بـ100 مليون ريال، لم أفرح كثيرًا بهذا الخبر، مع أن الخبر في ذاته مثلج للصدر!.
مشكلتي لم تكن تكمن في المدينة الثلجية، ولكن في الآلية التي سوف تسير عليها، فمن خلال وسائل الترفيه التي عهدناها في الرياض يكون فيها شطر للعائلة، فتجد الأطفال والنساء يخصص لهم يوم، والرجال يوم آخر! وبالتالي لا يحبذ الكثير من العوائل حضور مثل هذه الفعاليات محليًا، ويفضل السفر خارجًا كالذهاب لدبي مثلا، لتنوع الفعاليات الموجودة عندهم، والدليل على ذلك الإحصائيات التي تشير إلى سفر عدد كبير من العوائل السعودية لقضاء إجازاتهم خارج الوطن، وفي دبي تحديدًا.
إلا أنني قررت عيش هذه التجربة، تجربة المدينة الثلجية في العثيم مول، برفقة ابني عبدالله( ذي الخمسة أعوام) وابنتي سارة( ذات الثمانية أعوام)، وابنة خالتهم بتيل( ذات التسعة أعوام).
ومنذ وطئت قدماي هذا المول شعرت بشيء مختلف، فروعة التصميم، وتوفر المحلات الراقية، والمطاعم المختلفة، وجعلتني أشعر بالفخر لوجودي في هذا المول الرائع.
وحين ذهبنا لشراء تذاكر الدخول، ذهلت من عدة أشياء:
-التنظيم الرائع الذي قام به المسؤولون هناك.
-الأسعار المعقولة للتذاكر.
-والأهم من ذلك كله لا يوجد شطر للعائلة! فالجميع يحق له الدخول.
وهذا الأمر جعلني أقفز فرحًا مثل طفل صغير، أعطاه والده لعبة جديدة!.
دخلنا إلى المدينة الثلجية، وكل الموظفين بلا استثناء تعلو محياهم ابتسامات الترحيب، والكل يعرض المساعدة من دون ما نطلبها، وشاهدت من ضمنهم شبابا، وشابات سعوديين، مما جعلني أفتخر بهم.
وحين ما انتهينا من ارتداء الملابس الخاصة بالمدينة الثلجية، دخلنا إليها، وتفاجأنا بالبرودة العالية التي تقدر بـ ثلاثة تحت الصفر، مما يجعلك تعيش أجواء باردة، ومذهلة، وكأنك في سكي دبي.
وَمِمَّا زاد الرحلة جمالا أن الجميع يحق له ممارسة الألعاب الموجودة من رجال ونساء، وأولاد وبنات، الكل بلا استثناء.
كان الكل سعداء، كما أن العائلات كانت تلتقط صورًا تذكارية لهم، في أجواء رائعة، لم يشوبها أي تصرفات تعكر صفو فرحهم.
قضينا في رحاب المدينة زهاء الساعتين، ولم نشعر بالوقت، فقد مضى سريعًا.
ومن وجهة نظري المتواضعة أرى أن المدينة لم تشتغل بكامل طاقتها بعد، فقد شاهدت ألعابًا لم تكتمل بعد، ومازالت في طور التجهيز، وحين يتحقق ذلك فستكون بكل تأكيد أكثر روعة.
كما أني آمل تجهيز المدينة بمحلات لبيع المأكولات والمشروبات الساخنة، وذلك لشدة الحاجة إليها.
أهنئ القائمين على هذه المدينة، فقد كانت بحق مدينة تستحق أن يقطع لها المرء مئات الأميال لكي يعيش في أجوائها.
أخيرًا
هذه الفعاليات التي نريد بحق، ونتمنى من رجال الأعمال إنشاء مزيد من أماكن الترفيه مع الآلية نفسها التي سارت عليه المدينة الثلجية في العثيم، وهذا يجعل العائلة تعيش الترفيه بمعناه الحقيقي، عندها سيقل عدد المسافرين الذين يقضون إجازاتهم خارج الوطن، وتعيش العائلة السعودية أجواء يملؤها الفرح والسعادة، وهذا بلا شك يتوافق مع رؤية المملكة (2030 )الذي طرحها ولي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان.
ودمتم...