«الجزيرة» - صلالة:
بات خريف صلالة موعداً سنوياً لتهافت السياح من كل أنحاء العالم على هذه المدينة الواقعة على الساحل الجنوبي لسلطنة عمان، فخلال هذا الوقت الذي يمتد لستين يوماً وأكثر تحول المدينة من الحرارة الشديدة إلى الأمطار والرذاذ والخضرة والضباب.
صلالة هي حاضرة ظفار والمركز الإداري والتجاري للمحافظة، وتعتبر العاصمة الثانية لعمان وعاصمتها السياحية والتجارية، وتتميز بمقومات سياحية طبيعية حباها الله بها.
وتشتهر المدينة بالبخور واللبان وتكثر فيها أشجار النارجيل الاستوائية التي لها ثمرة تشبه جوز الهند وتباع هناك بكثرة والموز والفافاي.
وتعد مدينة صلالة ثالث أكبر مدينة في سلطنة عمان من ناحية عدد السكان.
«راحة واستجمام»
تتجهز سلطنة عُمان وعاصمتها السياحية صلالة لخريفها السنوي، حيث ينعم الزائر بالراحة والاستجمام، متنقلاً بين عيونها المدهشة وشواطئها الخلاّبة ورمالها الذهبية. كما أن الأنهار والوديان وشلالات المياه والبحيرات والجبال والكهوف، كلها ذات مناظر ساحرة. وعندما تزور وادي دربات وتتناول فيه وجبة الغداء تحت خيمة عربية وسط الخضرة والأمطار الخفيفة بجوار شجرة صبّار يزيد عمرها على 300 سنة وتعد من عجائب الأشجار في الجزيرة العربية، حيث يبلغ ارتفاعها 30 مترًا وعرضها 40 مترًا وتحيطها أحجار رائعة الجمال، فيما تزخر صلالة بمقومات سياحية فريدة ما بين القلاع والحصون التي تحكي عراقة الماضي والعيون والشواطئ والخلجان الزاخرة بالرمال الذهبية اللامعة والجبال الشاهقة والسهول والصحارى متأثرة بموسم الثراء الجوي «الخريف» الذي يبدأ من يوليو وحتى منتصف سبتمبر ويتميز بنسمات الهواء العليل والغيوم العابقة بالرذاذ والتي يستمتع بها مئات الآلاف من المواطنين والمقيمين والزوار والسياح من مختلف أنحاء العالم.
«أفضل الأماكن»
إن أفضل الأماكن التي قد تزورها في صلالة هي عيونها على الإطلاق، كعين دربات وهي من أهم العيون المائية في ظفار ويستمر انسياب شلالاتها عادة شهورًا عدة لتوفر بذلك كميات كبيرة من المياه وتعزز تغذية المخزون المائي الجوفي في المحافظة، وكذلك عين جرزيز من العيون القديمة جدًا في محافظة ظفار توجد فيها استراحات جميلة ومناظر خلابة تشكّل جذبًا سياحيًا في موسم الخريف، وعين حوت تقع في الجبل في منطقة تسمى وادي عين في فصل الخريف تتساقط الأمطار وتجري مسافة كيلومترات عدة من أعلى الجبل إلى الوادي مشكلة بذلك شلالات مائية وغدرانًا جميلة المنظر، وعين صحلنوت عين دائمة الجريان لها ساقية تمتد إلى السهل وتقع في الجزء الأوسط من جبال ظفار وتبعد عن مدينة صلالة نحو 15 كيلومترًا.
وأيضاً تعد سهول صلالة موقعًا جميلاً لمحبي التخييم ففي فصل الخريف يقوم الكثير من سكان محافظة ظفار بنصب خيمهم في كل من سهلَي صحلنوت وأتين، وهو تقليد قديم لأهالي المحافظة في هذا الموسم. وتشمل أنشطتها السياحية الأخرى التزلج على الرمال في الصحراء والغوص وتسلق الصخور والرحلات وركوب الأمواج والإبحار وكهف الاستكشاف ومراقبة الطيور.
وكذلك في صلالة الكثير من الأسواق الحرفية التقليدية التي تشتهر بالصناعات والمنتجات اليدوية ومنها «سوق الحافة» ويعد المكان الأمثل لشراء أجود أنواع اللبان والبخور في السلطنة.
«أكثر من مليوني سائح»
تجاوز عدد زوار صلالة خلال موسم الخريف لهذا العام الـ500 ألف زائر، قرابة 93 ألفًا منهم قدموا عبر الرحلات الجوية الواصلة إلى مطار صلالة.
وقد ارتفع عدد الزوار من السعودية بنسبة 16.1% ليصل عددهم إلى 18 ألفاً و572 زائراً، وبالإجمال فقد وصل أعداد السياح المتوافدين إلى السلطنة خلال العام المنصرم إلى 2.470.760 سائحاً من بينهم حوالي مليون من دول مجلس التعاون الخليجي.
من جهته أكد رئيس بلدية ظفار الشيخ سالم الشنفري، أن موقع ظفار ومن ثم صلالة متميز مصحوبا بأجواء استثنائية على مدار العام ولا سيما خلال موسم الخريف كل ذلك جعلها قبلة سياحية تستقبل زوارها محلياً وإقليمياً وعالمياً، الأمر الذي حتم على كافة الجهات الحكومية والهيئات بمحافظة ظفار أن تكون على أهبة الاستعداد لهذا الحدث المهم.
وأضاف: «نحن في بلدية ظفار كجهة خدمية وجهة منظمة لمهرجان صلالة السياحي تعاوناً مع الجهات الحكومية الأخرى ذات العلاقة واستعدينا لمهرجان وموسم الخريف منذ وقت مبكر».
وأوضح أن المهرجان يعد ملتقى للأسر العمانية والخليجية والعربية وقد أسهم خلال دوراته السابقة في الدفع بعجلة النمو الاقتصادي ودعم الحركة الاقتصادية بالمحافظة بشكل خاص وعلى مستوى السلطنة بشكل عام حيث يحقق المهرجان سنوياً جملة من العائدات الاقتصادية.