لقاء - سلطان المواش:
أكد الدكتور فيصل بن عبد الرحيم شاهين مدير عام المركز السعودي لزراعة الأعضاء بالرياض حرص القيادة الرشيدة الواضح على دعم المركز وكل ما يتعلق بتيسير مهامه والأمور المتعلقة بها، وكذلك تيسير الإجراءات والخدمات للمتبرعين والمستفيدين من خدمات المركز،
ووصف في لقاء مع (الجزيرة) الدعم الحكومي للمركز بتوجيهات القيادة العليا بأنه ملموس ومحل تقدير الجميع، وبين الدكتور شاهين ابرز مهام المركز والصعوبات التي تبرز احياناً بسبب عدم الوعي بالتفريق بين الوفاة الدماغية والإغماء ونحوه، وكذلك الوعي بأهمية التبرع بالأعضاء للمصلحة العامة، كما تحدث عن المعايير الأخلاقية بالتعامل مع التبرع بالأعضاء وزراعتها، وعن نسب نجاح العمليات وأعدادها، وعن الدور التنسيقي للمركز، إلى جانب جملة من المحاور في اللقاء التالي.
جهود القيادة ملموسة
هل تجدون صعوبة في نقل أعضاء متبرع بها من مدينة إلى أخرى؟
- هذا السؤال مهم جداً حيث السرعة في إيصال الأعضاء في الوقت المناسب مهم ويتعلق بنتائج الزراعة، وفي هذا المجال نستخدم كل وسائل الإخلاء الطبي السعودي وسيارات الإسعاف والإخلاء الجوي في نقل الفرق الطبية وإيصالها من مراكز الاستئصال وإلى مراكز زراعة الأعضاء المستأصلة.
ولدينا اتفاقيات لتسهيل التواصل والتحرك مع الإخلاء الطبي السعودي ومع المديرية العامة للشحن الجوي بمطار الملك خالد الدولي بالرياض وكافة مطارات المملكة، ونتقدم بهذا الخصوص بالشكر لقيادتنا الحكيمة ممثلة في مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله - وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز (ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية - حفظه الله - ) وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز (ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع)، لما يقدمونه من دعم لبرامج التبرع بالأعضاء وزراعتها سواءً بالمملكة أو مع دول مجلس التعاون الخليجي، حيث ساهموا - حفظهم الله - في تذليل كافة العقبات وفي تسريع إصدار كافة القرارات المتعلقة بإدارات الإخلاء الطبي السعودي والدفاع والطيران، حيث أصبح من الممكن إمداد الفرق الطبية الجراحية بطائرات من الإخلاء الجوي في آن واحد وغدا هذا أمراً سهلاً ومتاحاً، وهذا مما يلبي حاجتنا المتزايدة من وسائل النقل والطيران خاصةً بعد تفعيل الكثير من برامج زراعة الأعضاء في المملكة كزراعة الرئتين والبنكرياس إضافة لزراعة الكُلى والكبد والقلب.
ولا توجد أي صعوبات في الاستعانة بالإخلاء الجوي، على العكس تماماً وتزداد الفرص في التعامل البناء حتى إن منظومة الإسعاف السريع التي تّم تزويدها بمروحيات أبدوا استعدادهم للمساعدة في نقل الفرق الطبية والأعضاء، تتحمل الحكومة الرشيدة كافة التكاليف لهذه المنظومة المتكاملة المتنامية يوماً بعد يوم للإخلاء الجوي وسيارات الإسعاف التي يصعب تحديد تكاليفها بالأرقام المالية التي يتم صرفها يومياً من أجل خدمة المرضى.
إحصائية موجزة
هل لديكم إحصائية تضم وتبيّن عدد من تمت لهم زراعة أعضاء منذ إنشاء المركز؟
- وفقاً لآخر الإحصائيات المنشورة في التقرير السنوي للعام 2015م ازدادت عمليات زراعة الأعضاء داخل المملكة بصورة ملحوظة، حيث بلغ عدد المتبرعين الأحياء منذ بداية البرنامج وحتى تاريخه (6.300) حالة تبرع بالكُلى وعدد (700) حالة تبرع بجزء من الكبد، أما بالنسبة للتبرع من حالات الوفاة الدماغية فقد وصل مجموع عدد المتبرعين المتوفين دماغياً منذ العام 1986م وحتى نهاية العام 2015م عدد (1.700) حالة تبرع يضاف إليها عدد (35) حالة تبرع منذ بداية هذا العام 2016م، أما بالنسبة للكُلى المزروعة من الأحياء فمنذ عام 1984م وحتى تاريخه تمت زراعة أكثر من (2.800) كلية في مراكز زراعة الكُلى المختلفة في المملكة.
الأعضاء والأنسجة
ما هي الأعضاء التي يمكن زراعتها بجسم الإِنسان، وهل لدى المركز إمكانيات زراعة جميع الأعضاء؟
- الأعضاء التي يمكن التبرع بها من الأحياء هي إحدى الكليتين أو جزء من الكبد، أما من المتوفين دماغياً فيمكن التبرع بالكليتين والكبد والقلب والرئة والبنكرياس، وكل هذه تتم من خلال البرنامج المتطور للتبرع بالأعضاء في المملكة العربية السعودية.
أما بخصوص الأنسجة التي يمكن التبرع بها من الأحياء فيمكن التبرع بنقي العظم، أما من المتوفين دماغياً فيمكن التبرع بالعظم وصمامات القلب والقرنيتين، وعموماً في برنامجنا هناك توسع للمستقبل للاستفادة المتعددة والأكبر بالأنسجة من المتبرعين المتوفين دماغياً.
اشتراطات صحية
ما هي الاشتراطات الصحية لزراعة أي عضو في الإِنسان؟
- لقد أكدت منظمة الصحة العالمية على أهمية استعراض قرار المنظمة في دورتها السابعة والخمسين الخاص بزراعة الأعضاء والأنسجة الذي يتلخص في :
1 - التبرع بالأعضاء والأنسجة يجب أن يمارس في كافة بلدان العالم ضمن الضوابط الأخلاقية والمعايير الطبية التي تعتمد على تقديم رعاية صحية أفضل للمرضى وضمان حقوق المتبرعين.
2 - يمكن أن يكون التبرع أثناء الحياة بعد موافقة المتبرع وعدم وجود شبهة المتاجرة بالأعضاء أو ممارسة أي ضغوط على المتبرع، أو بعد الوفاة في حال وجود ما يشير لرغبة المتبرع بذلك أو عدم معارضته لذلك أو بعد موافقة ذويه حسب القوانين المنظمة لذلك باختلاف البلدان.
3 - اختيار المتبرع الحي يجب أن يَتمَّ بعناية فائقة بعد إجراء الفحوصات الطبية والنفسية وضمن الضوابط الأخلاقية.
4 - اعتماد المعايير الطبية الواضحة لاستئصال الأعضاء من المتوفين بعد التأكد من عدم ما يمنع ذلك وتوزيع تلك الأعضاء ضمن معايير طبية واضحة في جميع البلدان.
بالنسبة للتبرع من الأحياء الأقارب توجد لجان طبية في كل مستشفي لتحديد التوافق النسيجي وزمرة الدم للمتبرع مع الأخذ بعين الاعتبار عدم تأثير التبرع على صحة المتبرع، أما بالنسبة للتبرع من المتوفين دماغياً فتسجل استمارات إثبات الوفاة الدماغية ليوقع عليها طبيبان استشاريان قاما بإجراء الفحوصات مع متابعة المركز السعودي لزراعة الأعضاء بطاقم المنسقين لديه للتأكد من أن جميع الخطوات أجريت حسب البروتوكول وفي حال الحصول على موافقة الأهل على التبرع يتم نقل الشخص المتوفى إلى غرفة العمليات لاستئصال الأعضاء.
5 - أما بالنسبة للمتبرعين الأحياء فيشترط أن يكون عمر المتبرع أكثر من 18 عاماً.
هل لديكم بالمركز بنك لحفظ الأعضاء المتبرع بها، وما هي المدة القصوى لحفظ الأعضاء؟
- لا يمكن حفظ الأعضاء الحيوية إلا ساعات محدودة لذلك لا يوجد بنك لحفظ الأعضاء، حيث يتم إرسالها بالسرعة القصوى بعد استئصالها إلى مراكز الزراعة المختصة لتتم زراعتها على وجه السرعة، ويتم حفظها ضمن محاليل خاصة وبدرجة حرارة مخفضة، حيث لا بُدَّ من زرع القلب والرئتين خلال 4 - 6 ساعات من الاستئصال، والكبد والبنكرياس خلال 6 - 8 ساعات، والكليتين يمكن حفظهما ما بين 24 ساعة وحتى 72 ساعة.
ما هو الفرق بين زراعة العضو من متوفى دماغياً ومن غيره؟
- في حالة التبرع أثناء الحياة يخضع المتبرع لدراسة طبية وتحضير مسبق ويتم الإجراء كأي عمل جراحي وبالتخدير العام ويتم استئصال الكلية أو جزء من الكبد وتتم تروية العضو المستأصل وتبريده ومن ثم زراعته، وحالياً تستخدم شقوق صغيرة جداً حيث تتم الجراحة بالتنظير البطني.
أما في حالة الاستئصال من المتوفين دماغياً فأيضاً يتم اتباع كافة الأصول والتقاليد الجراحية ويتم التداخل بشق وحيد حصرياً في البطن والصدر يتم إغلاقه بعد العملية بشكل تجميلي، وفي حالة المتوفين دماغياً فلا داعي للتخدير فالدماغ لا تصله أي تروية دموية ولا يوجد أي إحساس فقط يتم إعطاء الأوكسجين وعبر التسريب الوريدي يتم إدخال الأدوية المحسنة لوظائف الجسم والأعضاء المراد الاستفادة منها، وخلال الجراحة يتم إعطاء المرخيات العضلية وبعد استئصال الأعضاء يتم حفظها لحين الزراعة في سوائل خاصة مبردة، حيث بالتبريد يتم تقليص تلف الأعضاء وزيادة أقصى مدة زمنية ممكنة للحفاظ على الفيزولوجيا الحيوية لخلايا هذه الأعضاء وضمان بقاء الوظيفة لها، ونتبع حالياً طرق متطورة تعتمد على تبريد خاص بالكُلى في جهاز إرواء يقوم بتمرير سوائل مغذية باردة عبر الكلية.
نسب نجاح عالية
ما هي نسبة رفض الجسم للعضو المزروع مع توفر الشروط الصحية للزراعة؟
- لقد تطورت زراعة الأعضاء بصورة ملحوظة وذلك نتيجة للتطور المستمر في استخدام بروتوكولات جديدة للأدوية المثبطة للمناعة التي تستخدم بعد إجراء عمليات الزراعة مما ساهم بشكل كبير في زيادة نسبة النجاح بالنسبة لعمليات الزراعة، بالإضافة إلى زيادة ملحوظة وملموسة في نسبة بقاء المرضى على قيد الحياة ونقص الوفيات، حيث بلغت نسبة النجاح بعد زراعة الكُلى (95 في المئة) وبعد زراعة القلب (85 في المئة) وبعد زراعة الكبد (85 - 95 في المئة).
تنسيق وإشراف المركز
كم عدد الكوادر الطبية ممن يقومون بزراعة الأعضاء بالمركز، وما هو دور المركز التنسيقي لمساعدة المرضى باختصار؟
- يعمل المركز السعودي لزراعة الأعضاء على التنسيق ومساعدة مرضى الفشل العضوي النهائي بالمملكة وذلك من خلال إجراء عمليات زراعة الأعضاء لهم في مختلف مستشفيات المملكة، حيث يقوم بالتنسيق وتسجيل القائمة الوطنية لزراعة الأعضاء لمرضى الفشل العضوي وكذلك التنسيق مع مراكز الزراعة لتقييمهم ووضعهم على قوائم الانتظار بهذه المراكز.
أما داخل المركز السعودي لزراعة الأعضاء فلا يتم إجراء عمليات زراعة الأعضاء حيث إننا نعمل على الإشراف الكامل لكافة عمليات الزراعة بالمملكة.
ويتكون الفريق الفني من (8) أطباء بالإضافة لعدد (5) منسقين إداريين وعدد (10) من فريق التمريض، وفنيين يقومون بمتابعة كل ما يتعلق بالأمور الطبية والفنية لحالات الوفاة الدماغية المبلغة من مختلف مستشفيات المملكة، والتأكد من توثيق الوفاة الدماغية وإعلانها نظاماً، ومن ثم العمل على مقابلة الأهل والتحدث معهم للحصول على موافقتهم على التبرع بالأعضاء، ومتابعة عملية استئصال الأعضاء وضمان عدالة توزيع هذه الأعضاء على المرضى حسب الأولوية، بالإضافة إلى متابعة كافة الأمور الخاصة لما بعد عملية التبرع واستئصال الأعضاء.
ما هي أكثر نسب عمليات زراعة الأعضاء؟
- إن أكثر عمليات زراعة في المملكة هي للكُلى حيث تمت حتى تاريخه زراعة أكثر من (9.790) كلية لمرضى الفشل الكلوي النهائي، تليها عمليات زراعة الكبد حيث تمت زراعة (1.793) عملية زراعة كبد حتى تاريخه، يليها عمليات زراعة القلب حيث تم إجراء عدد (310) عمليات زراعة قلب، ثم عمليات زراعة الرئة حيث زرعت حتى تاريخه (182) رئة، أما في أندر العمليات فهي عمليات زراعة البنكرياس (35) عملية فقط.
ما أسباب فشل الكُلى بالمملكة وما هو الحل؟
- تشير إحصائيات المركز السعودي لزراعة الأعضاء الى أن الأسباب الرئيسة التي تؤدي للإصابة بالفشل الكلوي على النحو التالي:
1) اعتلال كلوي بارتفاع ضغط الدم بنسبة (39 في المئة).
2) اعتلال كلوي بداء السكري بنسبة (38.8 في المئة).
3) أمراض كلوية وراثية أو خلقية أو مناعية بنسبة (22.2 في المئة).
لذلك لتجنب الإصابة بمرض الفشل الكلوي علينا العمل للوقاية من الإصابة بهذه الأمراض وأهمية علاجها باكراً إن أمكن حتى لا تؤدي بدورها للإصابة بمرض الفشل الكلوي النهائي.
هل أجريتم دراسات لإمكانية زراعة الأطراف والأصابع والوجه كمثال؟
- كافة أنواع زراعة الأعضاء الحيوية تُجرى في المملكة العربية السعودية مثل (الكبد، الكلية، القلب، الرئات، البنكرياس، والعظام) أما زراعة الأطراف من الأيدي والأرجل والوجه فهي لا تدخل ضمن اختصاص المركز الذي يُعنى بالفشل العضوي النهائي وزراعة الأعضاء الحيوية وليس الأعضاء والأطراف.
تطوير المكاتب الإقليمية
هل لدى المركز السعودي لزراعة الأعضاء خطط وبرامج مستقبلية لتطوير أداء الكادر الطبي والإداري؟
- يتمثل دور المركز السعودي لزراعة الأعضاء في الاستفادة المثلى من كافة المتبرعين بالأعضاء واستخدام أغلب هذه الأعضاء الحيوية بزراعتها لإخواننا مرضى الفشل العضوي النهائي الذين ليس لديهم من أمل في الشفاء إلا بزراعة هذه الأعضاء الحيوية لهم، لذلك فإننا في المركز نقوم حالياً بالتالي:
1 - تفعيل دور المكاتب الإقليمية كما يحدث حالياً في المنطقة الغربية بجدّة استنادا للتجربة الناجحة للمكتب الإقليمي بمنطقة الرياض والمنطقة الشرقية وبعد ذلك التوسع في نشر المكاتب الإقليمية في كافة مناطق المملكة.
2 - تفعيل التعاون مع العنايات المركزة بالتعاون مع الجمعية السعودية للعناية المركزة وذلك استنادا للآليات الجديدة المعتمدة من منظمة الصحة العالمية وتعميم ما يسمى الفايل الأحمر.
3 - تطوير مراكز تدريب وتعليم متكاملة تفاعلية للتعامل والعناية بحالات الوفاة الدماغية لكافة العاملين في برنامج التبرع بالأعضاء وزراعتها.
4 - إنشاء سجل وطني للمتبرعين المحتملين يتضمن جميع المرضى والمتبرعين بالأعضاء المختلفة بالمملكة سواءً كانوا من الأحياء أو المتوفين دماغياً ونقوم على تطويره حالياً.
5 - وضع عبارة (متبرع بالأعضاء) على رخصة القيادة أو الهوية الوطنية وهو مقترح قيد الدراسة.
6 - وضع برنامج واستراتيجية تتضمن برنامج وطني لمكافحة أمراض الكُلى من خلال التعرف المبكر على العوامل المؤهلة للمرض وكيفية الوقاية منها.
ويمكن تلخيص الصعوبات أو الاعتراضات بأنها من الدرجة الأولى نتيجة عدم وجود وعي مسبق عن مفهوم الوفاة الدماغية وأنها تعادل الوفاة الشرعية رغم وجود المتوفى دماغياً على جهاز التنفس الصناعي وأهمية التفريق بين الوفاة الدماغية وبين حالات الإغماء والغيبوبة وأن الوفاة الدماغية هي حالة موت كامل للدماغ لا رجعة فيه أبداً وأنه لا يحتمل أخطاء طبية في معاييره، وكذلك عدم وجود وعي مسبق كاف لأهمية التبرع بالأعضاء وزراعتها والتعرف على النجاح الذي وصلت إليه وأن زراعة الأعضاء هو أمر مشروع.
الوعي لدى المواطنين بشكل واضح وفق إحصائيات التبرع بالأعضاء يتزايد مع الزمن نتيجة الخطط الإعلامية للعامة من خلال وسائل الإعلام المختلفة وزيارة المدارس ووضعها في المناهج الدراسية، حيث يسعى المركز لزيادة وتشجيع التبرع بالأعضاء من خلال وسائل الإعلام المختلفة واللوحات الطرفية وزيارات المدارس والجامعات وكليات الطب وطرح موضوع التبرع بالأعضاء وزراعتها ضمن المناهج الدراسية.