فهد بن جليد
هذه الأيام - على غير العادة - لا تستهويني الخلافات العائلية بين (هيفاء وهبي) وأختها غير الشقيقة (رولا يموت)، بعد أن قامت الأخيرة بنشر فيديو كليب لأغنيتها (أنا رولا) والذي جعل كل من شاهده يشعر بأن الأخت (هيفاء) صاحبة كليب (بوس الواوا) فنانة رزينة وعاقلة، وأخلاقها الفنية عالية جداً..، فأنا مُنكب على قراءة (عالم الفيلة)؟!
حيث لا أحد يستطيع أن يُفسِّر سبب خوف (الفيل) من مواجهة الحيوانات الصغيرة؟ وهل هو ناتج عن هلع وخوف حقيقي، لا يتناسب مع كبر حجم الفيل؟ أم أن المسألة (لطف وقلب حنون) تملكه الفيلة بالفعل (كسر دفين) يجعلها تتصرّف هكذا؟ خشية وخوفاً على هذه الحيوانات (وليس منها)؟ مع احتمال دهسها تحت أقدام الفيلة دون أن تشعر؟!
هذه الحالة (الفلسفية والجدلية) قرأها الكثير من المُعلّقين والمُهتمين، وكتبوا حولها الكثير من القصص، ولعل أشهرها تلك التي تحكي كيف يتم شحن (الفيلة) من مطار (فرانكفورت) وهي في طريقها إلى أمريكا، قادمة من الهند وأفريقيا، دون أن يتم توثيقها (بحبل واحد)؟ رغم خطورة وقدرة الفيل على إسقاط الطائرة، والتسبب في اختلال توازنها في الجو، لو قام بحركات هستيرية، وأنه بسبب وضع تلك الكتاكيت من صغار (الدجاج والعصافير) في ذات القفص مع الفيلة؟ تتحول إلى حيوانات جامدة في مكانها، لا تتحرّك أبداً ومهما حصل؟ بعكس البشر المُطالبين بربط (حزام الأمان) طوال مُدة جلوسهم على (مقاعد الرحلة)؟!
القراءة في (عالم الفيلة) وعلاقتها الأسرية ببعضها البعض (مُمتعة جداً)، وهي أفضل اليوم من القراءة في علاقات البشر؟ فالفيلة تتكون من عائلات لها علاقات وارتباطات أسرية وثيقة فيما بينها، وتراتبية في الأعمار، فالفيل الأصغر سناً يراعي الفيل الأكبر سناً، ويبدي شيئاً من الاحترام غير المعهود بين الحيونات؟ بل إن بعض الدراسات العلمية أثبتت بعد تشريح (دماغ الفيل) أنه الحيوان الوحيد الذي يعرف (أمه وخالته) بعد الكبر؟ ويستطيع تمييز (دائرته الأسرية) الضيقة، ويضبط علاقته بها..!
الهروب إلى هذا العالم رغم مُبالغات (عشاق الفيلة) يشعرك بأن الدنيا ما زالت بخير، بوجود مخلوقات تخشى من إيذاء الآخرين؟ وتجعل خشيتك بالله تزيد..!
وعلى دروب الخير نلتقي.