سعد الدوسري
كان الحديث الأبرز في الأوساط الإعلامية بعد إجازة عيد الفطر هو نجاح الفعاليات الفنية التي أقامتها مؤسسات الدولة الحكومية وغير الحكومية. وأرجع معظم من تناولوا هذه القضية أسباب هذا النجاح إلى شغف الناس بالفرح وبالترفيه، وانحسار المعوقات التي كانت توجّه هذا الفرح إلى خانات غير خاناتها الحقيقية.
المواطن يستحق الفرح، ويجدر بكل قطاعات الدولة الإسهام في خلق هذه الحالة الإيجابية، التي ستنعكس على حياته الأسرية، وعلى إنتاجه اليومي. التجهم والكآبة والعزلة والقيود غير المبررة لن تفرز سوى التشدد والإحباط والسوداوية. هذه هي أبجديات القراءة النفسية لسلوك الفرد أو المجتمع، وليست محاولة لانتقاد أحد.
ما شهدناه خلال إجازة عيد الفطر الماضية كان استثنائيًّا؛ فلم تخلُ مدينة من مدن المملكة من فعاليات ثقافية وفنية للأطفال وللشباب، أقبل عليها الجميع بفرح شديد، ولم تتخللها - ولله الحمد - أية منغصات تُذكر؛ فالجميع كان ملتزمًا بما يجب أن يلتزم به، سواء من المنظمين أو من الحضور؛ مما سيشجع القائمين على البرامج الترفيهية على بذل المزيد من الجهد في المناسبات القادمة؛ بهدف خلق حالات فرح أكبر. وسيكون على هيئة الترفيه أن تستفيد من هذه التجربة، من خلال مؤشرات قياس موضوعية، وليست كالمؤشرات الاستهلاكية التي اعتدنا على نتائجها البعيدة عن أرض الواقع، كأن تقول بأن البرامج الترفيهية في المملكة تتفوق على كل دول الخليج!