موسكو - سعيد طانيوس:
شنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هجوماً عنيفاً على السياسة الدولية للولايات المتحدة, معتبراً أن الإدارة الأميركية لدى تعاملها مع العديد من القضايا الدولية، لا تأخذ بعين الاعتبار مواقف الدول الأخرى, ومع ذلك أكّد أن موسكو مستعدة لإطلاق تعاون كامل النطاق مع واشنطن في أي لحظة، لكن هذا التقارب مرهون بموقف القيادة الجديدة للولايات المتحدة من مستقبل العلاقات.
وقال الرئيس بوتين خلال مشاركته في منتدى الشرق الاقتصادي بمدينة فلاديفوستوك الروسية يوم السبت 3 سبتمبر -أيلول، بأن الإدارة الأميركية لدى تعاملها مع العديد من القضايا الدولية، لا تأخذ بعين الاعتبار مواقف الدول الأخرى. وأوضح أن ذلك يتعلّق بقضية توسع حلف الناتو شرقاً، وخروج واشنطن بشكل أحادي من اتفاقية الدفاع المضادة للصواريخ، ومسائل عديدة أخرى.
وتابع قائلاً: «إذا استمروا بالتمسك بهذا المنطق، فإنني أشكك في احتمال عودة أي دفء إلى العلاقات. ولكن إذا مارس شركاؤنا منطقاً آخر، منطقاً يأخذ بعين الاعتبار المصالح المتطابقة واحترام مصالح الآخرين، فستتغير علاقاتنا جذرياً».
وأكد الرئيس الروسي أن بلاده لم تكن المسؤولة عن الفتور الحالي في العلاقات. ورغم ذلك استطرد قائلاً: «إننا مستعدون لاستعادة تعاوننا بنطاقه الكامل في أي لحظة. لكن هذا الأمر يتعلق ليس بنا فقط. إن مرهون برؤية الإدارة الأميركية القادمة حول كيفية بناء العلاقات مع روسيا».
واعتبر بوتين أن العلاقات الروسية الأمريكية ما زالت في حالة من «التجميد»، نافياً أن تكون موسكو من تتحمّل مسؤولية ذلك. وأعاد إلى الأذهان أن روسيا الجديدة التي رأت النور بعد تفكك الاتحاد السوفيتي، كانت تسعى لبناء مجتمع ديمقراطي واقتصاد سوق، وكانت تأمل في أن يتعامل الغرب مع الانفتاح الروسي بالمثل. لكن الدول الغربية كانت تفكر في مصالحها القومية فقط وسعت لتفكيك روسيا على غرار الاتحاد السوفيتي. وفي هذا السياق جاء الدعم الغربي للانفصاليين في شمال القوقاز، باعتبار أن ذلك يضعف قيادة روسيا ويجعلها أكثر تأثراً بالضغط الغربي لدى حل القضايا الدولية. وبلهجة صارمة شدد الرئيس الروسي على أن مسألة تبعية شبه جزيرة القرم أغلقت تاريخياً، مؤكداً عدم إمكانية العودة إلى المنظومة السابقة التي كانت القرم بموجبها جزءاً من الأراضي الأوكرانية.