د. خيرية السقاف
6186 جهاز جوال استدعته وزارة التجارة من المشترين, والبائعين لوجود خلل في تصنيعه يؤدي لنشوب حريق كما ورد في استدعائها المنشور,..!!
فإلى متى يكون المستهلك المواطن أكثر المتلهِّفين لاقتناء الأجهزة الجديدة للهواتف النقالة, وأجهزة التواصل..؟
وما الذي يمكن أن يؤثر في مستوى « الشكل» الخارجي للمرء إن كان هاتفه قديماً لكنه متيناً, أو لا يزال قابلاً للعمل مؤدياً للمطلوب..؟!
ذلك لأنّ السواد الأكثر من الناس تبدل أجهزة هواتفها ليس كما تبدل ملابسها, ووجبات أكلها بل كما يتعاقب فيها النَّفَس شهيقاً وزفيراً..!!
يأتي الجديد , فيلفظون معه المستخدم وإن كان الشهر لم يمض, والراتب الجديد لم يحل ضيفاً في الحساب، فلا يقتصر الهوس بالأجهزة الجديدة على المقتدرين مادياً بل يلجأ المعوز للتقسيط وتعينه عليه شركات الاتصالات وسواها..!!
مشرعة كل السُّبل للهدر, والاستهلاك..!!
إذ حتى الأزمات المالية لم تقصِهم عن هذه الظاهرة, ولم يوقظهم حلول التغيرات..
في الوقت الذي استفحشت الشركات المصنّعة المصدِّرة للأسواق عندنا في أسعار منتجاتها منها, وتمادت في إضافاتها, ودعايات تسويقها, وتنافست في مكاسبها بوجود مستهلكين مندفعين كالذين حولنا..!
وهي ظاهرة وتظاهرة في يقيني ليست مؤشراً لوعي, ولا دليلاً عليه.!!
فيما لو التقيت أحدهم من أبناء الدول المصنّعة لهذه الأجهزة كبيراً في أعلى الرتب والثراء قبل المغمور المنهمك في شؤون العمل والحياة، لتجدنّه يستخدم من الأجهزة الجيد وإن تواضعت قيمته, أو تقادمت صناعته, همه أن يقضي به حاجته, لكنه لا يعبِّر به عن قدرته, أو مكانته !!..
بل إنك لا تشاهدهم يستخدمون أجهزتهم إلاّ عند الحاجة, فهم لا يتوهمون فيولِّدون لها حاجات في واقعها سطحية تقضي على الوقت, وتبدد أهمية اللحظات كما يفعل عامة المستخدمين لها بيننا..!!
إنّ في استدعاء وزارة التجارة يقظة ووعي, مع واجب المسؤولية وأمانة المواجهة, ففيه ما يعبِّر عن السلوك العملي التفاعلي لجهازها, وفيه ما يطمئن إلى أن يتحقق امتداده للمستفيدين من قطاعات التجارة كلها بما فيها منتجات الهواتف النقالة في الدرجة الأولى, هذه التي غدت تظاهرة ولعبة لن يكتشف هدرها, ولا فائدتها الثقل الأعظم من الناس هنا، حتى يعيدوا ترتيب الكثير الذي بين أيديهم من الأوليات..!!