سعد الدوسري
لماذا لم تمنع العمليات الإرهابية في دول العالم، السياحَ السعوديين، من السفر؟! هل يعونَ أنهم بهذا التصرف العفوي، يرسلون رسائل واضحة للتنظيمات الإرهابية، بأنهم سيستمرون بحياتهم، ولن تخيفهم تلك الأعمال الجبانة والقذرة؟!
كل إنسان يخاف على نفسه وعلى أولاده، هذه غريزة إنسانية فطرية، ولكنه أيضاً يمقت من يقف في طريق متعته بتلك الحياة، أو في طريق حقه في استمرارها دون منغصات ودون تهديد، وربما هذا هو ما يؤرِّق تلك التنظيمات وأولئك الذين يقفون وراءها؛ الناس في كل مكان، يعيشون حياتهم، كما يحلو لهم، دون أي اعتبار للتهديدات الإرهابية، ففي النهاية، حياة الإنسان وموته يقدّرها رب العالمين..
إذاً، ما يُقال حول أن السعوديين «هابقين»، ولا يخافون على أنفسهم أو على عائلاتهم، كلام فيه مبالغةٌ وجلدُ ذات غير مبرّرين. ففي المملكة، هناك أجانب، وكذلك الأمر بالنسبة للبحرين ومصر، على الرغم من التهديدات الإرهابية لهذه الدول. الجميع في السعودية والخليج، في فرنسا، وألمانيا وتركيا وبلجيكا والولايات المتحدة الأمريكية، يعلمون أنهم قد يقعون ضمن دائرة عمل إرهابي؛ في مجمع أو قطار أو طائرة، لكنهم لا يغلقون الأبواب على أنفسهم، بل يستمرون في حياتهم، متحدين بذلك خفافيش الموت ومفكري الظلام، الذين على الرغم من نجاح بعض عملياتهم الحاقدة الخسيسة، إلا أنهم هم من سيخلّدون في النار الأبدية.