سعد بن عبدالقادر القويعي
لا أحد يستطيع أن ينكر جرائم الحوثيين في نجران، الأمر الذي أكَّده التوثيق الدولي لتلك الجرائم على المدنيين، والذي ضم عدداً من مراسلي الصحف العربية، والأجنبية، بجانب مراسلي الوكالات العالمية، كمراسلي وكالة رويترز البريطانية للأنباء، ووكالة الأنباء الفرنسية، وفضائية بي. بي. سي البريطانية، ووكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية، - إضافة - إلى مراسلي عدد من القنوات، والصحف العربية؛ من أجل الوقوف على الأعمال الوحشية التي ارتكبتها ميليشيات الحوثي، والمخلوع صالح في حق المدنيين في نجران؛ ولتمثل الجرائم الدموية البشعة في حقيقتها، والتي يرتكبها الحوثيون جرائم حرب، وإبادة، وجرائم ضد الإنسانية - وفق التوصيف الدولي -.
ليس أبلغ، ولا أصدق من الصورة رسولاً ناقلاً لما يجري على أرض نجران. إذ تعيد الوثائق، والأحداث بداية هذه الانتهاكات إلى أكثر من عام مضى، ما يجعلها نهجا يؤمن به الحوثيون المجرمون، ويعملون وفقه غير مراعين لأي حقوق، أو أخلاقيات، - إضافة - إلى انتهاك الأعراف، والتقاليد، يؤكد ذلك ما يحدث على المستوى الممارساتي لعصابات الحوثي، والتي تدل دلالة مباشرة على الاستمرار في نهج القتل، والموت، وإزهاق الأرواح، وقتل الأبرياء، والمواصلة في حرب ظالمة، والمساهمة في تأصيل حرب هم من أوقدوا نارها.
جرائم الحوثيين ليست قصة من نسج الخيال، وإنما واقع مرير تعيش أحداثه المنطقة - اليوم -. ورغم كل تلك الجرائم التي تستوجب محاكمات، وتحقيقات؛ لردع المعتدين، ومحاسبة المجرمين، - خصوصا - وأن المشاهد الدموية، والتخريبية تبدو أكثر إيلاماً؛ كونها لم تراعِ ِأية حرمات، إلا أن الأمم المتحدة أغفلت، وتجاهلت كلّ ما تقدمه التقارير، والأرقام حول الجرائم المرتكبة بحق الأبرياء من قبل جماعة الحوثيين، وقوات الرئيس السابق؛ من أجل نسف مسار السلام المنشود في اليمن، وإفشال مساعي السلم، وإنهاء عمليات خطوات التهدئة.
ما تقوم به هذه العصابات الإجرامية من أعمال إرهابية تخدم أعداء الأمة، وخصومها في تمزيق صف الوحدة العربية، والإسلامية، والعمل على تفتيت دولها، وتفكيك جيوشها، وإقلاق أمنها، وإثارة الصراع بين مكوناتها، وتأجيج نار الفتن الطائفية، والقبائلية، وجر البلاد إلى حروب مدمرة، الأمر الذي يمثل ناقوس خطر يهدد الأمن القومي العربى كافة. - ولذا - فإن الحرص على جمع، وتوثيق المعلومات، والبيانات الخاصة بالانتهاكات التي شملت المدنيين، وحقوق الإنسان العامة من مصادرها المختلفة، سيشكل مع كافة القوانين الدولية، وكافة المنظمات الحقوقية، والإعلامية بإدانة هذه الأعمال الإجرامية، واعتبارها عملا إرهابيا بكل المقاييس.