سعد الدوسري
هل صحيح أن القنوات التلفزيونية الحكومية «عطتك عمرها»، على حد تعبير الفنان الأردني نبيل الصوالحة، خلال المقابلة التلفزيونية التي أجرتها معه قناة العربية؟!
إن المتابع لمسيرة التلفزيونات، سيدرك أن القنوات التلفزيونية التجارية سحبت البساط من تحت القنوات الرسمية. وهي لكي تفعل ذلك، لم تبذل جهداً يذكر، بل الحد الأدنى من الجهد، وذلك لأن القائمين على القناة الرسمية، لا يملكون الرغبة ولا المؤهلات ولا التمويل، ليدخلوا في سياق التنافس مع القنوات الاستثمارية. لهذا السبب، تجد المبدعين يغادرونها، والمشاهدين يهجرونها، والدولة لا تعوّل عليها.
لن يحل المواجهة مع الاستثماريين، إلا اللعب بورقة الاستثمار. على القنوات العربية الحكومية أن تبيع قنواتها للمستثمرين، وتدعهم هم ينافسون القنوات الأخرى، مع المحافظة على مساحة محدودة جداً، للسياقات الرسمية. وهكذا ستتحول هذه القنوات من كيانات طاردة، إلى كيانات جاذبة، وستزول الجدران التي كانت تحول دون تطور المحتوى والصورة، لأن المنتقدين لا يستطيعون أن يملوا شروطهم على جهة استثمارية، تماماً كما هو حاصل مع البنوك، في قضية الربا؛ هل استطاع أحد أن يوقف بنكاً عن العمل؟! وهل هناك ما يمنعه أن يذهب إلى بنك آخر، يناسب توجهه؟!
لا أمل في العقول التي تعمل في إطار الإحساس الوظيفي. لن يصنع موظفٌ يأتي صباحاً إلى عمله، وهو يفكر كيف يتهرب من العمل، إعلاماً جاذباً؛ انسوا الموضوع.